كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: الكتاب)

المطلوب منها ما يدفع به الإنسان عنه الضرر في دينه ودنياه، وهو في الحقيقة دفع علوِّ غيره عنه بالباطل، لا إرادة منه علوًّا على غيره ... (¬١) إلا يسمى إلا برياسة.
وأما من دخل فيه ديانةً كما يدخل الرجل في الجهاد باذلًا نفسَه ومالَه، فهذا هو الذي يعد اعتقاده ... (¬٢) أدفع ما فيها من الفتنة في الدين إلا من عصم الله، والمضرَّة في الدنيا إلا لمن أيَّده الله تعالى (¬٣).
ولا بد (¬٤) ــ في العقل والدين ــ من أن يكون بعضهم فوق بعض، كما قد بيناه (¬٥)، كما أن الجسد لا يصلح إلا برأس فقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} [الأنعام: ١٦٥]، وقال تعالى: [أ/ق ٧٧] {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} [الزخرف: ٣٢]، فلذلك جاءت الشريعة بجعل (¬٦) السلطان والمال في سبيل الله تعالى عونًا على دين الله (¬٧).
فإذا كان المقصود بالسلطان والمال هو التقرب إلى الله وإقامة دينه، وإنفاق ذلك في سبيله= كان ذلك صلاح الدين والدنيا، وإن انفرد السلطان
---------------
(¬١) بياض في الأصل بمقدار كلمة.
(¬٢) كلمة في الأصل رسمها: المابه! !
(¬٣) من قوله: «فمريد العلو ... » إلى هنا من الأصل.
(¬٤) بقية النسخ: «ثم إنه مع هذا لابد لهم».
(¬٥) بقية النسخ: «كما قدمناه».
(¬٦) (ف، ي، ز، ظ، ل): «بصرف»، (ب): «بتقرب».
(¬٧) «عونًا على دين» من الأصل.

الصفحة 245