كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: الكتاب)

[عن الدين] (¬١) أو الدين عن السلطان فسدت أحوال الناس في الأموال.
وإنما يتميَّز أهلُ طاعة الله عن أهل معصية الله بالنية والعمل الصالح، كما جاء في «الصحيح» (¬٢) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إنَّ الله لا ينظرُ إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (¬٣).
ولما غلب على كثير من ولاة الأمور إرادة المال والشرف، وصاروا بمعزلٍ عن حقيقة الإيمان [في ولايتهم= رأى كثيرٌ من الناس أنَّ الإمارات (¬٤) تنافي الإيمان (¬٥)] (¬٦) وكمال الدين.
ثم منهم من غلَّب الدينَ وأعرضَ عما لا يتمُّ الدينُ إلا به من ذلك، ومنهم من رأى حاجته إلى ذلك فأخذه معرِضًا عن الدين؛ لاعتقاده أنه مناف (¬٧) لذلك، وصار الدينُ عنده (¬٨) في محلِّ الرحمة والذل، لا في محلِّ العلوِّ والعزِّ.
وكذلك لما غلبَ على كثير من أهل الديّانين (¬٩) العجزُ عن تكميل
---------------
(¬١) ما بينهما سقط من الأصل.
(¬٢) أخرجه مسلم (٢٥٦٤) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬٣) الأصل: «وأموالكم»!
(¬٤) (ظ): «الإمارة».
(¬٥) (ي): «حقيقة الإيمان».
(¬٦) ما بين المعكوفين ليس في الأصل و (ف، ز).
(¬٧) الأصل: «صاق»!!
(¬٨) من بقية النسخ.
(¬٩) (ي، ز): «الديانيين»، (ط): «الدين». والديَّان هو الحاكم أو الرئيس الديني. «تاج العروس»: (١٨/ ٢١٧).

الصفحة 246