كتاب التعليقة على كتاب سيبويه (اسم الجزء: 1)

ما هو بعوضة، أي الذي هو بعوضة، وتقديره: إن الله لا يستحي أن يضرب الذي هو بعوضة مثلاً (فالذي) هو المفعول الأول، لأنْ يضربَ (ومثلاً) المفعول الثاني.
قال أبو العباس: ويجوز الاقتصار على المفعول الأول، لأنه من باب (أعطيت) وليس هو من باب (ظننت).
قال أبو بكر: الفرق بين (إنْ) و (إنَّما) في المعنى، أن (إنما) تجيء لتحقير الخبر.
قال سيبويه: تقول: إنما سرت حتى أدخلها إذا كنت محقرًا لسيرك [الذي أدّى] إلى الدخول، هذا لفظ سيبويه.
قال أبو علي: (إنْ) التي بمعنى (ما) مثل التي في قوله تعالى (إن الكافرون إلا في غرور) وكالتي في (ما إنْ مَكنّاكُم فيه).
وعلى هذا تأويل بيت الفرزدق:

الصفحة 290