كتاب التعليقة على كتاب سيبويه (اسم الجزء: 1)

قال أبو علي: قرأتُ بخطِّ أبي إسحاق في هذا الموضع من الكتاب:
ونحنُ اقْتَسَمْنا المالَ نِصْفَيْن بَيْنَنا ... فَقُلْتُ لهم: هذا لَهاها وذَا لِيا
قال: وزعم الخليل أن الألف واللام إنما منعهما أن يَدْخُلا في النداء من قبل أن كلّ اسم في النداء مرفوع معرفة، وذلك أنه إذا قال: يا رَجُلُ، يا فاسق، فمعناه كمعنى يا أيُّها الفاسِق ويا أيُّها الرَّجل.
قال أبو علي: يريد أن (يا رَجُلُ) هنا صار معرفة بالإشارة إليه والقصد له، وإن لم يكن مَعْهودًا كما أن الفاسقَ والرجل صارا هنا معرفتين بالإشارة إليهما لا بعهدٍ لهما متقدم، فهذا وجه التَّشبيه بينهما عندي.

الصفحة 343