كتاب التعليقة على كتاب سيبويه (اسم الجزء: 2)

قال: وسَمِعْناهم يُنشِدون:
وما ذاك أنْ كان ابنَ عمّي ولا أخي ... ولكنْ متى ما أمْلِكِ الضَّرَّ أنْفَعُ
والقوافي مرفوعةٌ، كأنّه قال: أنْفَعُ متى ما أملِكُ الضُّرَّ، ويكونُ (أملكْ) على متى.
قال أبو علي: يقول: (أملكْ) منجزم بمتى، و (أنْفعُ) النّيّة به التّقديم كأنّه قال: ولكنْ أنا أنْفعُ متى ما أملكُ أنفعُ، وهذا مثلُ قوله:
إنّك إنْ يُصْرَعْ أخوك تصرعُ
قال: وأمّا قولُه تعالى: "وأمّا إن كان مِن أصحاب اليمين، فسلامٌ لك". فإنّما هو كقولك: أمّا غَدًا فلك ذاك, حَسُنَتْ لأنّها لم يُجزَمْ بها كما حَسُنَتْ في قوله: أنتَ ظالمٌ إنْ فَعَلْتَ.
قال أبو بكر: يعني أنَّ الفاءَ في (فَسلامٌ)، دخلتْ من أجل (أمّا)،

الصفحة 185