كتاب التعليقة على كتاب سيبويه (اسم الجزء: 2)

عليه كما حُذِفَ الجواب في مثل: أنت ظالمٌ إنْ فعلْتَ، لدلالة، أنتَ ظالمٌ على الجزاء، وذلك أنَّ تقدير قولك: ائتني آتِك، ائتني فآتك إن تأتني آتِك، فدَلَّ ائتِني على إنْ تأتِني، كما دَلَّ (أنت ظالمٌ) ونحوُه على الجزاء.
قال أبو بكر: الأمر والنهيُ يشتركان في الإرادة، ويفترقان في أنّ الأمر إرادةٌ بتكليف، والنهي إرادة بلا تكليف.
قال: ومِمّا جاء من هذا في القرآن وغيره قوله عزّ وجلّ "هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله"، فلَمّا انقضت الآيةُ قال "يغفرْ لكم".
قال أبو إسحاق: قال بعض النحويين: إنّ قولَه: (يغفرْ لكم) جوابٌ لقوله: "هل أدُلُّكم"، وهذا خطأ لأنّه ليس بالدّلالة تجب المغفرة، وإنّما قولُه عزّ وجلّ "يغفرْ لكم" جوابُ (تؤمنون)، وهو أمْرٌ على لفِ الخَبَر.
قال أبو العباس: يكون (تؤمنون) في معنى (آمِنوا بالله) أمرًا كما

الصفحة 203