كتاب التعليقة على كتاب سيبويه (اسم الجزء: 2)

هذا بابُ الحروف التي لا تَقَدَّمُ فيها الأسماءُ الفعلَ
قال: ألا ترى إلى كثرة ما يعمل في الأسماء وقلّة ما يعملُ في هذا.
أي ما يعملُ في الفعل، فهذه الإشارةُ تريد بها الفصْلَ بين الجازم والمجزوم.
قال: واعْلَمْ أنّ حروفَ الجزاء يَقْبُحُ أن تتقدّم الأسماءُ فيها قبلَ الأفعال.
(أيْ: لا تقول: مَنْ زيدٌ يَضْرِبُه أضْرِبْ، إلاّ وهو قبيحٌ).
وقد جاز ذلك فيها.
(أي الفصلُ)، لأنّ حروفَ الجزاء يَدْخُلُها فَعَل ويفْعَلُ، ويكونُ فيها الاستفهامُ، فتُرفعُ فيها الأسماءُ.
قال أبو علي: هو مثلُ: مَنْ زيدٌ، ومَنْ عمروٌ، يريدُ أنَّ حروفَ الجزاء لها تصرّفٌ ليستْ لسائرِ الحروفِ الجازمةِ غيرها.

الصفحة 217