كتاب التعليقة على كتاب سيبويه (اسم الجزء: 2)
إيّايَ.
قال: وتقول: أمَا إنّه ذاهبٌ، وأمَا إنّه منطلقٌ.
قال أبو علي: (حَقًّا) بمنزلة (عَلْمْتُ)، لأنَّ (حَقًّا)، دالٌّ على فعلٍ، كما أنَّ (علمْتُ) فعل، فقولُك: (حقًّا إنّك ذاهبٌ) بمنزلة (علمت أنّك ذاهبٌ) إلاّ أنّ (أنَّ) بعد (حَقًّا) في موضع نصبٍ بالفعل الذي نصب حقًّا، فتمثيله: أحُقُّ انطلاقَك حقًّا، وكونُ موضعه بعد (علمتُ) نصبًا جَلِيٌّ بَيِّنٌ.
قال: وتقول: رأيْتُه شابًّا، وإنّه يومئذٍ يَفْخَرُ، كأنّك قلت: رأيْتُه شابًّا وهذه حالُه.
قال أبو العباس: إنْ شِئْتَ فتحْتَ (أنَّ)، كأنّك قلت: عَهْدِي به شابًّا وبفخْرِه، ويجوز على بُعْدٍ.
قال: وسألْتُه عن قوله تعالى "وما يُشعرُكم إنّها إذا جاءت لا يؤمنون".
الصفحة 234
296