كتاب التعليقة على كتاب سيبويه (اسم الجزء: 2)
مِنْ أنْ يكونَ وصفًا للنَّكِرة فعلى هذا قلت: (مررْتُ برجلٍ مثلِك)، ولذلك جعله أبو عُمر مُنتصِبًا على الحال. فمِثْلُ على قول أبي عُمَر مُعْربٌ وإنْ كان مُضافًا إلى مبنيّ، وهو مِنْ هذا الوجه جَيِّدٌ، ولا مَوْضِعَ لمِثْل مِن الإعراب على قوله، ونظيرُه قراءةُ مَنْ قَرَأ: "مِنْ عذابِ يَومئذٍ"، ولولا أنَّ الحالَ على قوله يصيرُ مِنَ الفِكْرَةِ لكان قولاً حَسنًا، و (مِثْلُ) على قول سيبويه وأبي عثمان في موضع رفعٍ صِفَةٌ (لحق) لأنّه عندهما مبْنيّ وإنْ اختلفا في وجه البناء.
قال أبو بكر: قال أبو العبّاس: قولي في هذا كقول سيبويه، قال: وقال: وقولُ أبي عُمر وأبي عثمان جائزان.
قال أبو علي: قد قلتُ أنا في قول المازنيّ ما عندي فيه، وإنَّ أقوى الأقاويل قولَ سيبويه، وهو أنّه بُنِيَ لأنّه أضيف إلى غير معربٍ.
قال: ولو جاءت (ما) مُسْقطةً مِنَ الكافِ.
أي مِنْ قولِك: (كما أنّك هنا) في الشّعر جاز.
قال النّابغة: ... كأنْ يُؤْخَذَ المرءُ الكريمُ ...
الصفحة 256
296