كتاب التعليقة على كتاب سيبويه (اسم الجزء: 2)
هذا في الجواز والحُسْن بمنزلة تأخير الاسم إذا أردْتَ معنى أيُّهما.
قال أبو علي: يعني قولُك: أزيدٌ عندك أمْ عمروٌ لأنَّ ذلك بمعنى (أيُّهما)، فالأحْسَنُ هنا تقديمُ الاسمِ، والأحْسَنُ في (أوْ) تقديمُ الفعلِ، وأنْ تقولَ: ألَقيتَ زيدًا أوْ عَمرًا، والعِبْرَةُ في هذا تقديمُ ما يُقْصَدُ إليه بالسُّؤال.
قال: لأنّك إذا سألْتَ عن الفعل اسْتُغْنِيَ بأوّل اسمٍ.
أيْ فَلَمْ تُكَرِّرْه بأمْ.
قال: فهذا يجري مُجرى: ألقيتَ زيدًا أوْ عَمْرًا.
أيْ في تقديم ما يُسْتفهمُ عنه وهو (لَقِيتَ) و (عندَك).
قال: وتقديمُ الاسمين جميعًا مثلُه وهُوَ مُؤَخَّرٌ.
يريدُ بالاسمين: أزيدٌ أو عَمْرٌو عندك؟
وقولُه مثلُه وهو مُؤَخَّرٌ: أيْ في المعنى لا في الإخبار.
قال: وتقولُ: أزيدًا أو عَمْرًا رأيْتَ أمْ بِشْرًا وذلك أنّك لم تُرِدْ أنْ تجعل عَمْرًا عَديلاً لِزيدٍ حتّى يصيرَ بمنزلةِ (أيُّهما).
الصفحة 285
296