كتاب تاريخ بغداد ت بشار (اسم الجزء: 14)
6605 - عمرو بْن عبيد بْن باب أَبُو عثمان باب من سبي فارس، مولى لآل عرادة، قوم من بلعدويه من حنظلة تميم.
كان عمرو يسكن البصرة، وجالس الحسن البصري وحفظ عنه، واشتهر بصحبته، ثم أزاله واصل بْن عطاء عَنْ مذهب أهل السنة، فقال بالقدر، ودعا -[64]- إليه، واعتزل أصحاب الحسن، وكان له سمت، وإظهار زهد، ويقال: إنه قدم بغداد على أبي جعفر المنصور، وقيل: إنه اجتمع مع المنصور بغير بغداد، فالله اعلم، إلا أنا نذكره على ما روي لنا في ذلك.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: وعبيد أَبُو عمر وكان نساجا، ثم تحول شرطيا للحجاج، وهو من سبي سجستان.
أَخْبَرَنِي القاضي أَبُو عبد اللَّه الحسين بْن علي الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بْن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أبي طاهر، عَنْ أبيه، عَنْ عقبة بْن هارون، قَالَ: دخل عمرو بْن عبيد على أبي جعفر المنصور، وعنده المهدي بعد أن بايع له ببغداد، فقال: يا أبا عثمان عظني، فقال: إن هذا الأمر الذي أصبح في يدك لو بقي في يد غيرك ممن كان قبلك لم يصل إليك، فأحذرك ليلة تمخض بيوم لا ليلة بعده، وأنشده:
يا أيهذا الذي قد غره الأمل ودون ما يأمل التنغيص والأجل
ألا ترى أنما الدنيا وزينتها كمنزل الركب حلوا ثمت ارتحلوا
حتوفها رصد وعيشها نكد وصفوها كدر وملكها دول
تظل تفزع بالروعات ساكنها فما يسوغ له لين ولا جذل
كأنه للمنايا والردى غرض تظل فيه بنات الدهر تنتضل
تديره ما أدارته دوائرها منها المصيب ومنها المخطئ الزلل
والنفس هاربة والموت يرصدها فكل عثرة رجل عندها جلل
والمرء يسعى بما يسعى لوارثه والقبر وارث ما يسعى له الرجل
قَالَ: فبكى المنصور،
-[65]-
وأَخْبَرَنِي الصيمري، وعلي بْن أيوب القمي، قَالَ الصيمري: حَدَّثَنَا، وَقَالَ الآخر: أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد اللَّه المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو علي عسل بْن ذكوان العسكري بعسكر مكرم، قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أهل الأدب عَنْ صالح بْن سليمان، عَنِ الفضل بْن يعقوب بْن عبد الرحمن بْن عياش بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب، قَالَ: المرزباني، وَحَدَّثَنِي: أَبُو الحسين عبد الواحد بْن مُحَمَّد الخصيبي، وأحمد بْن مُحَمَّد المكي، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو العيناء مُحَمَّد بْن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل بْن يعقوب الهاشمي ثم الربعي، قَالَ: حَدَّثَني عمي إسحاق بْن الفضل، قَالَ: بينا أنا على باب المنصور، قَالَ المرزباني: وَحَدَّثَنِي عبد اللَّه بْن مرزوق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زكريا الغلابي، قَالَ: حَدَّثَنَا رجاء بْن سلمة، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن إسحاق الهاشمي، عَنْ أبيه إسحاق بْن الفضل، قَالَ: إني لعلي باب المنصور وإلى جنبي عمارة بْن حمزة، إذ طلع عمرو بْن عبيد على حمار، فنزل عَلى حماره ونجل البساط برجله وجلس دونه، فالتفت إلي عمارة، فقال: لا تزال بصرتكم ترمينا منها بأحمق، فما فصل كلامه من فيه، حتى خرج الربيع وهو، يقول: أَبُو عثمان عمرو بْن عبيد، قَالَ: فوالله ما دل على نفسه حتى أرشد إليه، فأتكاه يده، ثم قَالَ له: أجب أمير المؤمنين، جعلني اللَّه فداك، فمر متوكئا عليه، فالتفت إلى عمارة، فقلت: إن الرجل الذي قد استحمقت قد دعي وتركنا، فقال: كثيرا ما يكون مثل هذا، فأطال اللبث، ثم خرج الربيع وعمرو متوكئ عليه، وهو يقول: يا غلام حمار أبي عثمان، فما برح حتى أقره على سرجه، وضم إليه نشر ثوبه، واستودعه اللَّه، فأقبل عمارة على الربيع، فقال: لقد فعلتم اليوم بهذا الرجل فعلا لو فعلتموه بولي عهدكم لكنتم قد قضيتم حقه، قَالَ: فما غاب عنك وَاللَّه ما فعله أمير المؤمنين أكثر وأعجب، قَالَ: فإن اتسع لك الحديث فحَدِّثْنَا، فقال: ما هو إلا أن سمع أمير المؤمنين بمكانه، فما أمهل حتى أمر بمجلس، ففرش لبودا، ثم انتقل هو والمهدي، وعلى المهدي سواده وسيفه، ثم أذن له، فلما دخل سلم عليه بالخلافة، فرد عليه، -[66]- وما زال يدنيه حتى أتكأه فخذه، وتحفى به، ثم سأله عَنْ نفسه وعن عياله، فسماهم رجلا رجلا، وامرأة امرأة، ثم قَالَ: يا أبا عثمان عظني، فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ} يا أبا جعفر {لَبِالْمِرْصَادِ}.
قَالَ: فبكى بكاء شديدا، كأنه لم يسمع تلك الآيات إلا تلك الساعة، وَقَالَ: زدني، فقال: إن اللَّه قد أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر نفسك منه ببعضها، واعلم أن هذا الأمر الذي صار إليك إنما كان في يد من كان قبلك ثم أفضى إليك، وكذلك يخرج منك إلى من هو بعدك، وإني أحذرك ليلة تمخض صبيحتها عَنْ يوم القيامة، قَالَ: فبكى وَاللَّه أشد من بكائه الأول، حتى جف جنباه، فقال له سليمان بْن مجالد: رفقا بأمير المؤمنين، قد أتعبته منذ اليوم، فقال له عمرو: بمثلك ضاع الأمر وانتشر، لا أبا لك، وماذا خفت على أمير المؤمنين أن بكى من خشية اللَّه؟! فقال له أمير المؤمنين: يا أبا عثمان أعني بأصحابك أستعن بهم، قَالَ: أظهر الحق يتبعك أهله، قَالَ: بلغني أن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن حسن بْن حسن، وَقَالَ ابْن دريد: أن عبد اللَّه بْن حسن كتب إليك كتابا، قَالَ: قد جاءني كتبا يشبه أن يكون كتابه، قَالَ: فبم أجبته، قَالَ: أو ليس قد عرفت رأيي في السيف أيام كنت تختلف إلينا؟ إني لا أراه، قَالَ: أجل لكن تخلف لي ليطمئن قلبي، قَالَ: لئن كذبتك تقيه، لأحلفن لك تقيه، قَالَ: وَاللَّه والله أنت الصادق البر قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم تسعتين بها على سفرك وزمانك، قَالَ: لا حاجة لي فيها، قَالَ: وَاللَّه لتأخذنها، قَالَ: وَاللَّه لا أخذتها، فقال له المهدي: يحلف أمير المؤمنين وتحلف؟! فترك المهدي، وأقبل على المنصور، فقال: من هذا الفتى؟ فقال: هذا ابني مُحَمَّد، وهو المهدي وولي العهد، قَالَ: وَاللَّه لقد أسميته اسما ما استحقه عمله، وألبسته لبوسا ما هو من لبوس الأبرار، ولقد مهدت له أمرا أمتع ما يكون به أشغل ما يكون عنه، ثم التفت إلى المهدي، -[67]- فقال: يابْن أخي إذا حلف أبوك حلف عمك، لأن أباك أقدر على الكفارة من عمك، ثم قَالَ: يا أبا عثمان، هل من حاجة؟، قَالَ: نعم، قَالَ: وما هي؟، قَالَ: لا تبعث إلي حتى آتيك، قَالَ: إذا لا نلتقي، قَالَ: عَنْ حاجتي سألتني، قَالَ: فاستحفظه اللَّه وودعه ونهض، فلما وَلى أمده بصره، وهو يقول:
كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد
غير عمرو بْن عبيد
أَخْبَرَنِي الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو ذر القراطيسي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد السلام بْن حرب، قَالَ: قدم أَبُو جعفر المنصور البصرة، فنزل عند الجسر الأكبر، فبعث إلى عمرو بْن عبيد فجاءه، فأمر له بمال، فأبَى أن يقبله، فقال المنصور: وَاللَّه لتقبلنه، فقال لا وَاللَّه لا أقبله، فقال له المهدي: يحلف عليك أمير المؤمنين لتقبلنه، فتحلف أن لا تقبله؟! فقال: أمير المؤمنين أقوى على كفارة اليمن من عمك، فقال له المنصور: يا أبا عثمان سل حاجتك، فقال: أسألك أن لا تدعوني حتى آتيك، ولا تعطيني حتى أسألك، قَالَ: يا أبا عثمان، علمت أني جعلت هذا ولي عهد؟ قَالَ: يا أمير المؤمنين يأتيه الأمر يوم يأتيه وأنت مشغول، قَالَ: يا أبا عثمان ذكرنا، قَالَ: أذكرك ليلة تمخض عَنْ صبيحة يوم القيامة.
وروي أن هذه القصة كانت بالكوفة، وأن هناك اجتمع المنصور وعمرو بْن عبيد.
وروي أنهما اجتمعا في هذه القصة بنهر ميمون، وقيل ببغداد، فالله أعلم.
وإذ قد ذكرنا عمرو بْن عبيد في هذا الكتاب فنحن نسوق ما انتهت إلينا الروايات به من قول أهل العلم فيه.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب -[68]- ابْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الحميدي، قَالَ: قَالَ سفيان: رأى الحسن أيوب، فقال: هذا سيد شباب أهل البصرة، قَالَ: ورأى عمرو بْن عبيد يوما، فقال: هذا سيد شباب أهل البصرة، إن لم يحدث.
أَخْبَرَنِي عبد اللَّه بْن يحيى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، قَالَ: حَدَّثَنَا فهد بْن حيان القيسي.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، وابن الفضل، قالا: أَخْبَرَنَا دعلج بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا وفي حديث ابْن الفضل أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا فهد بْن حيان، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن راشد المازني، قَالَ: سمعت الحسن يقول: سيد شباب البصرة أيوب، وأوعى علمهم قتادة، ونعم الفتى عمرو بْن عبيد إن لم يحدث.
هذا لفظ دعلج، وزاد قَالَ: فأحدث، وَاللَّه أعظم الحدث.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسنون النرسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن عمر الحربي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إبراهيم الدورقي، قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ بْن معاذ قَالَ: سمعت عمرو بْن عبيد يقول: إن كانت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} في اللوح المحفوظ فما اللَّه على ابْن آدم حجة.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن علي الخطبي، وأبو علي ابْن الصواف، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان، قالوا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ، قَالَ: كنت عند عمرو بْن عبيد.
وَأَخْبَرَنَا ابْن الفضل، واللفظ له، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بشر، وهو بكر بْن خلف،، قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ بْن معاذ، قَالَ: كنت جالسا عند عمرو بْن عبيد، فأتاه رجل يقال له: عثمان أخو السمري، فقال: يا أبا عثمان سمعت وَاللَّه اليوم بالكفر، فقال: لا تعجل -[69]- بالكفر، وما سمعت؟ قَالَ: سمعت هاشما الأوقص، يقول: إن {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} وقوله {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}، وَ {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} إن هذا ليس في أم الكتاب، وَاللَّه تعالى، يقول: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}، فما الكفر إلا هذا يا أبا عثمان.
فسكت عمرو هنية، ثم أقبل علي، فقال: وَاللَّه لو كان القول كما يقول ما كان على أبي لهب من لوم، ولا على الوحيد من لوم، قَالَ: يقول عثمان ذاك؟ هذا وَاللَّه الدين يا أبا عثمان، قَالَ معاذ: فدخل بالإسلام وخرج بالكفر، أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن عبيد اللَّه الحربي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سلمان النجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هاشم زياد بْن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن عامر، قَالَ: سمعت أبا بحر البكراوي، قَالَ: قَالَ رجل لعمرو بْن عبيد، وقرأ عنده هذه الآية: {بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)}، فقال له أَخْبِرْنِي عَنْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال: ليس هكذا كانت، قَالَ: وكيف كانت؟ فقال: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أَبُو لهب، فقال له الرجل: هكذا ينبغي أن تقرأ إذا قمنا إلى الصلاة؟! فغضب عمرو، فتركه حتى سكن، ثم قَالَ له: يا أبا عثمان، أَخْبِرْنِي عَنْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال: ليس هكذا كانت.
قَالَ فكيف كانت؟ قَالَ: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أَبُو لهب، قَالَ: فردد عليه، فقال عمرو: إن علم اللَّه ليس بشيطان، إن علم اللَّه لا يضر ولا ينفع.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: سمعت أبا عامر عبد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم العسال، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسبح بْن حاتم البصري يقول: سمعت عبيد اللَّه بْن معاذ العنبري، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بْن عبيد يقول، وذكر حديث الصادق المصدوق، فقال: لو -[70]- سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته، ولو سمعت زيد بْن وهب يقول هذا ما أحببته، ولو سمعت عبد اللَّه بْن مسعود يقول هذا ما قبلته، ولو سمعت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول هذا لرددته، ولو سمعت اللَّه تعالى يقول هذا لقلت له: ليس على هذا أخذت ميثاقنا.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن علي الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن حمدان، قَالَ: سمعت جعفر بْن مُحَمَّد بْن الحسن، يقول: سمعت عمرو بْن علي يقول: سمعت معاذ، وذكر قصة عمرو بْن عُبَيْدَ إن كانت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} في اللوح المحفوظ فما على أبي لهب من لوم، قَالَ: أَبُو حفص، يعني: عمرو بْن علي: فذكرته لوكيع بْن الجراح فقال: من قَالَ هذا القول استتيب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، والحسن بْن أبي بكر، قالا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سليمان بْن أيوب العباداني، وَأَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّه المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الملك، قَالَ الصفار: ابْن مروان الواسطي، وَقَالَ العباداني: الدقيقي: حَدَّثَنَا سعيد بْن عامر، قَالَ: حَدَّثَنَا حرب بْن ميمون، عَنْ خويل ختن شعبة بْن الحجاج، قَالَ: كنت عند يونس بْن عُبَيْدَ، فجاء رجل، فقال: يا أبا عَبْدُ اللَّه، تنهانا عَنْ مجالسة عمرو بْن عُبَيْدَ، وقد دخل عليه ابنك قبل؟ فقال: ابني؟ قَالَ: نعم، فتغيظ يونس، فلم أبرح حتى جاء ابنه، فقال: يا بني قد عرفت رأيي في عمرو، ثم تدخل عليه؟ فجعل يعتذر، قَالَ: كان معي فلان، فقال: يونس أنهاك عَنِ الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، فلأن تلقى الله بهن أحب إلي من أن تلقاه برأيي عمرو وأنصاره، وَقَالَ الصفار وأصحاب عمرو، يعني القدرية، قال سعيد بْن عامر: ما رأينا رجلا قط كان أفضل منه، يعني: يونس. -[71]- قَالَ سعيد بْن عامر: وأهل البصرة على ذا، واللفظ للعباداني.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّه الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَد اللَّه بْن إبراهيم الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غالب علي بْن أَحْمَد بْن النضر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن السخت البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن عامر أن يونس بْن عُبَيْدَ وقف ومعه ابنه على عمرو بْن عُبَيْدَ، قَالَ: فأقبل على ابنه، فقال له: يا بني أنهاك عَنِ السرقة، وأنهاك عَنِ الزنا، وأنهاك عَنْ شرب الخمر، وَاللَّه لأن تلقى اللَّه بهن خير من أن تلقاه برأي هذا وأصحابه، يشير إلى عمرو بْن عُبَيْدَ، قَالَ: فقال عمرو: ليت القيامة قامت بي وبك الساعة، فقال يونس بْن عُبَيْدَ: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا}.
كتب إلي عَبْدُ الرحمن بْن عثمان الدِّمَشْقِيُّ، وحَدَّثَنَاه عَبْدُ العزيز بْن أبي طاهر عنه، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الميمون عَبْدُ الرحمن بْن عُبَيْدَ اللَّه البجلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْدُ الرحمن بْن عمرو، قَالَ: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت عيسى بْن يونس يقول: سلم عمرو بْن عُبَيْدَ على ابْن عون فلم يرد عليه، وجلس إليه فقام عنه.
أَخْبَرَنَا ابْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن علي الخطبي، وأبو علي ابْن الصواف، وأحمد بْن جعفر بْن حمدان قالوا: أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ بْن معاذ، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن إبراهيم، يعني: ابْن علية، قَالَ: جاءني عبد العزيز الدباغ، يعني: ابْن المختار فقَالَ لي: إني قد أنكرت وجه ابْن عون، فلا أدري ما شأنه؟ قَالَ: فذهبت معه إلى ابْن عون، فقلت: يا أبا عون، ما شأن عبد العزيز؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي قتيبة صاحب الحرير أنه رآه يمشي مع عمرو بْن عبيد في السوق، قَالَ: فقال عبد العزيز: إنما سألته عَنْ -[72]- شيء، والله ما أحب رأيه، قَالَ: وتسأله أيضا؟
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحمن بْن عَبْيد اللَّه الحربي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن سلمان النجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سعيد الأشج، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بْن عُبَيْدَ اللَّه، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، قَالَ: كنت مع أيوب ويونس وابن عون وغيرهم، فمر بهم عمرو بْن عُبَيْدَ، فسلم عليهم ووقف وقفة، فما ردوا عليه، ثم جاز فما ذكروه، وَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن عامر، قَالَ: حَدَّثَنَا سلام بْن أبي مطيع، قَالَ: قَالَ سعيد لأيوب: يا أبا بكر، إن عمرو بْن عُبَيْدَ قد رجع عَنْ قوله، قَالَ سلام: وكان الناس قد قالوا ذلك تلك الأيام أنه قد رجع، قَالَ: إنه لم يرجع، قالها غير مرة، ثم قَالَ أيوب: أما سمعت إلى قوله، يعني في الحديث: " يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ عَلَى فَوْقِهِ، إِنَّهُ لا يَرْجِعُ أَبَدًا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَمَّارٍ التَّنِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا ذُكِرَ عمرو بْن عُبَيْدَ، قَالَ: ما فعل المقيت، ما فعل المقيت.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن جعفر، قَالَ: أَخْبَرَنَا يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بْن حرب، قَالَ: حَدَّثَنَا سلام بْن أبي مطيع، قَالَ: قَالَ لي أيوب: كيف تثق بحديث رجل لا تثق بدينه؟ يعني: عمرو بْن عبيد.
وَقَالَ يعقوب: قَالَ سليمان بْن حرب: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد، قَالَ: جلس عمرو بْن عبيد وشبيب بْن شيبة ليلة يتخاصمون إلى طلوع الفجر، قَالَ: -[73]- فما صلوا ليلتئذ ركعتين، قَالَ: وجعل عمرو يقول: هيه أبا معمر، هيه أبا معمر.
أَخْبَرَنَا الهيثم بْن مُحَمَّد الخراط بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا سليمان بْن أَحْمَد الطبراني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: بلغني عَنِ ابْن عيينة، قَالَ: قدم أيوب وعمرو بْن عبيد مكة، فطاف أيوب حتى أصبح، وخاصم عمرو حتى أصبح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن سيف، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس اليزيدي، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بْن الفرج، هو الرياشي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: قيل لأيوب إن فلانا قَالَ: آتي عمرو بْن عبيد أجد عنده شيئا غامضا.
قَالَ: من الغامض أفر.
أَخْبَرَنِي السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، قَالَ: حَدَّثَنِي شيخ، قَالَ: قيل لعبيد بْن باب أبي عمرو بْن عبيد، وكان من حرس السجن أن ابنك يختلف إلى الحسن، ولعله أن يكون، قَالَ: " وأي خير يكون من ابني، وقد أصبت أمه من غلول، وأنا أبوه.
حَدَّثَنِي الزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يزيد خالد بْن النضر بالبصرة، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، قَالَ: ما رأيت عمرو بْن عُبَيْدَ قط ولا جالسته إلا مرة واحدة، فتكلم وطول، ثم قَالَ: لو نزل ملك من السماء ما زادكم على هذا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد الأصبهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّه الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ بْن المثنى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المنهال، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة غير مرة، قَالَ: شهدت عمرو بْن عُبَيْدَ، وأتاه واصل الغزال، قَالَ: وكان خطيب القوم، يعني: المعتزلة، فقال: -[74]- عمرو: تكلم يا أبا حذيفة، فخطب فأبلغ، قَالَ: ثم سكت، فقال عمرو: ترون لو أن ملكًا من الملائكة، أو نبيًا من الأنبياء كان يزيد على هذا؟.
وَأَخْبَرَنَا عبد اللَّه، قَالَ: حَدَّثَنَا الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر بْن مطر، قَالَ: حَدَّثَنَا سوار بْن عبد اللَّه، قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي عبد الملك بْن قريب، قَالَ: جاء عمرو بْن عبيد إلى أبي عمرو بْن العلاء، فقال: يا أبا عمرو يخلف اللَّه وعده؟ قَالَ: لا، قَالَ: أفرأيت أن وعده الله على عمل عقابا يخلف وعده؟ فقال أَبُو عمرو بْن العلاء: من العجمة أتيت يا أبا عثمان، إن الوعد غير الوعيد، إن العرب لا تعد خلفا ولا عارا أن تعد شرا ثم لا تفعله ترى أن ذاك كرما وفضلا، إنما الخلف أن تعد خيرا ثم لا تفعله، قَالَ: فأوجدني هذا في كلام العرب، قَالَ: أما سمعت إلى قول الأول:
لا يرهب بْن العم ما عشت صولتي ولا أختبي من خشية المهتدد
وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عثمان بْن أبي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنا علي بْن عبد اللَّه بْن جعفر المديني، قَالَ: قَالَ يحيى بْن سعيد: كان عمرو بْن عبيد، يقول في حديث سمرة ثلاث سكتات، قَالَ يحيى: فقلت له: عَنْ سمرة، فقال: ما نصنع بسمرة، فعل اللَّه بسمرة، وَقَالَ علي في موضع آخر سمعته يقول: قلت لعمرو في حديث السكتتين عَنْ سمرة، قَالَ: ما أرجو بسمرة، فعل اللَّه بسمرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عبد اللَّه بْن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر ابْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن علي بْن بحر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حفص عمرو بْن علي، قَالَ: سمعت يحيى يقول: قلت لعمرو بْن عبيد: كيف حديث الحسن عَنْ سمرة، يعني في السكتتين في التكبير، فقال: ما نصنع بسمرة، قبح اللَّه سمرة.
-[75]-
وَأَخْبَرَنَا السوذرجاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن علي بْن بحر.
وَأَخْبَرَنَا الحسن بْن أبي بكر واللفظ له، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بْن إسحاق بْن إبراهيم البغوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن عليل، قالا: حَدَّثَنَا عمرو بْن علي، قَالَ: سمعت معاذ بْن معاذ يقول: قلت لعمرو بْن عبيد: كيف حديث الحسن أن عثمان ورث امرأة عبد الرحمن بعد انقضاء العدة؟ فقال: إن عثمان لم يكن صاحب سنة.
(4099) -[14: 75] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ نَارٍ بَعْدَ مَا امْتُحِشُوا، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ".
فَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ".
قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَاصِمٍ، مَا هَذَا الْحَدِيثُ -[76]- الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ؟، قَالَ: فَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: إِيَّاكَ أَعْنِي يَا عِلْجُ، فَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ ثَلاثِينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَدَّثْتُهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَمَعَهُ رَجُلٌ تَابِعٌ لَهُ عَلَى هَوَاهُ، فَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْحِجْرَ يُصَلِّي فِيهِ، وَخَرَجَ صَاحِبُهُ عَلَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ هَذَا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا ضَالُّ، أَمَا كُنْتَ تُخْبِرُنَا أَنَّهُ لا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَهُوَ ذَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ".
قَالَ: فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: هَذَا لَهُ مَعْنًى لا تَعْرِفُهُ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: وَأَيُّ مَعْنًى يَكُونُ لِهَذَا؟ قَالَ: ثُمَّ قَلَبَ ثَوْبَهُ مِنْ ثَوْبِهِ وَفَارَقَهُ
أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأت على أبي مُحَمَّد بْن ماسي: حدثكم مُحَمَّد بْن عبدوس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو معمر، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، قَالَ: قَالَ لي عمرو بْن عبيد: أليس قد نهاك أبوك عَنْ مجالستي؟ قَالَ: قلت: نعم، قَالَ: وكان لعمرو بْن عبيد ابْن أخ يجالسه يقال له فضاله: وكان مخالفا له: فضرب عمرو على فخذه، وَقَالَ: يا فضالة، حتى متى أنت على ضلالة، قَالَ سفيان: " وكان هو اللَّه على الضلالة.
أَخْبَرَنَا الحسن بْن أبي بكر، ومحمد بْن عمر النرسي، قالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الشافعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن غالب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سلمة موسى بْن إسماعيل، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بْن حمران، قَالَ: سمعت عمرو بْن عبيد، يقول: لا يعفى عَنِ اللص دون السلطان.
قَالَ: فحدثته بحديث صفوان بْن أمية، فقال لي: أتحلف بالله الذي لا إله إلا هو أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله؟
الصفحة 63
572