كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 1)
144 - وَعَنْ أَبِي مَحْذُوْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- "أَنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَّمَهُ الأَذَانَ فَذَكَرَ فِيْهِ التَّرْجِيع" أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَلكِنْ ذَكَرَ التَّكْبِيرَ فِي أَوَّلِهِ مَرَّتَيْنِ فَقَطْ، وَرَوَاهُ الخَمْسَةُ فَذَكَرُوهُ مُرَبَّعًا (¬1).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* درجة الحديث:
الحديث شاذٌّ بذكر التكبير في أوَّل الأذان مرَّتين.
فقد رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن الأربعة أربع تكبيرات.
قال ابن عبد البر: "التكبير أربع مرَّات في أوَّل الأذان هو المحفوظُ من رواية الثقات، من حديث أبي محذورة، ومن حديث عبدالله بن زيد".
قال في التلخيص: حديث عبد الله بن زيد بتربيع التكبير في أوَّله هي قصَّة مشهورة، رواه أبوداود، وصحَّحه ابن خزيمة وابن حبَّان.
والتربيع عمل أهل مكَّة، وهي مَجْمَع المسلمين في المواسم، ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة.
قال النووي: يقولُ المؤذِّن كلَّ تكبيرتين، بنَفَسٍ واحد.
* مفردات الحديث:
- فيه الترجيع: رجَّعت الكلام وغيره، أي: ردَّدته، والترجيعُ في الأذان، معناه: ترديد الشهادتين مرَّتين، الأُولَى بخفض الصوتِ، والثانية برفعه.
* ما يؤخذ من الحديث:
1 - أنَّ أبا محذورة هو أحدُ مؤذِّنِي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل مكَّة المشرَّفة.
2 - مشروعيةُ تعليمِ الأذان للجاهل به.
¬__________
(¬1) ابن خزيمة (386).
الصفحة 514
567