كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 3)

389 - وَعَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: "شَهِدْتُ مَع رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَةَ الخَوْفِ فَصَفَفْنَا صَفَّينِ: صَفٌّ خَلفَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَالعَدُوُّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ القِبْلَةِ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَليهِ، وَقَامَ الصَّفُّ المُؤَخَّرُ فِي نَحْرِ العَدُوِّ، فَلَمَّا قَضَى السُّجُودَ، قَامَ الصَّفُّ الَّذِي يَليهِ ... فَذَكرَ الحَدِيْثَ".
وفِي رِوَايَةٍ: "ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ مَعَهُ الصَّفُّ الأَوَّلُ، فَلَمَّا قَامُوا سَجَد الصَّفُّ الثَّانِي، ثُمَّ تأَخَّرَ الصَّفُّ الأَوَّلُ، وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الثَّانِي ... وَذَكرَ مِثْلَهُ".
وَفِي آخِرهِ: "ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وَسَلَّمْنَا جَمِيعًا". رَوَاهُ مُسْلِمٌ (¬1).
وَلأَبِي دَاوُدَ عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ مِثْلُهُ، وَزَادَ: "إِنَّهَا كاَنَتْ بِعُسْفَانَ" (¬2).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* مفردات الحديث:
- عسفان: تقدم تحديده، وغزوة عسفان سنة ست، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه أصحابه مُحرمين في عمرة الحديبية، فوجدوا خالد بن الوليد على خيل المشركين بعُسفان في مائتي فارس، ففاتهم الهجوم على النَّبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في صلاة
¬__________
(¬1) مسلم (840).
(¬2) أبو داود (1236).

الصفحة 11