كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 6)

لهب"، وقد اختلف المؤرخون هل أسلمت أو لا؟ وممن أثبت إسلامها الحافظ ابن مَنْدَه.
5 - أدرك الإسلام من أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم- التسعة أربعة؛ هم: أبو طالب، وأبو لهب، وحمزة، والعباس، مات على الشرك منهم اثنان، هما: أبو طالب، وأبو لهب، وأسلم منهم: حمزة والعباس، فأما أبو طالب فهو الذي ناصر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وآزره مع أنه مقيم على شركه؛ حتى مات قبل الهجرة بثلاث سنين.
وأما أبو لهب: فصار من أشد أعداء الإسلام وأهله، وآذى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أذًى شديدًا، هو وزوجته حمَّالة الحطب، واسمها: "أروى بنت حرب بن أمية" أخت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية.
وكانت عونًا له على كفره وشقاقه وأذيَّته للنَّبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فنزلت فيهما سورة تتلى إلى يوم القيامة، وأبو لهب تُوفي على كفره بعد معركة بدر بأيام، وهو لم يحضرها، وإنما أُصيب بمرض مميت، لما بلغته هزيمة على قريش.
وأما حمزة: فقد أسلم قديمًا، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا، وأبلى فيها بلاءً حسنًا، وله مواقف بطولية مشرّفة، ثم حضر أُحُدًا، وأبلى فيها بلاءً حسنًا، إلاَّ أنه استشهد فيها -رضي الله عنه- وحزن عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- حزنًا شديدًا.
وأمَّا العباس: فتأخَّر إسلامه إلى سنة ثمان من الهجرة، ولكنه لما أسلم، عرف له النبي -صلى الله عليه وسلم- قدره، فأَجَلَّه، ولما تُوفي النبي -صلى الله عليه وسلم- صار الصحابة يعظمونه؛ لشرفه، وسؤدده، ولمكانته من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتوفي سنة (32 هـ) في خلافة عثمان رضي الله عنهما.

الصفحة 20