كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

1299 - وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا، فَشَقَّ عَلَيْهُمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ" أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬1).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* مفردات الحديث:
- اللهم: هي بمعنى "يا الله" حذفت ياء النِّداء، وعوِّض عنها الميم.
- شق: شق عليهم يشق شقَّا ومشقَّة: صعَّب عليهم الأمر؛ فأوقعهم في المشقَّة.
- فاشقق عليه: جملة دعائية من جنس عمل الشاق.
* ما يؤخذ من الحديث:
1 - الحديث فيه وعيدٌ شديدٌ على الولاة، والأمراء، والعمَّال، والموظفين الَّذين يشقون على أصحاب الحاجات، والمراجعين في قضاياهم، وأعمالهم ومعاملاتهم؛ فالنَّبي -صلى الله عليه وسلم- دعا على هؤلاء وأمثالهم، فمن جعل الله حاجاتِ النَّاس وأعمالُ الخلق عندهم، فشقوا عليهم، فقد دعا عليهم بأن يشُقَّ الله تعالى يشق عليهم، كما شَقُّوا على النَّاس، وعلى المراجعين، وذوي الحاجات.
2 - يوجد -والعياذ بالله- كثير من الموظفين ذوي القلوب الميتة، والنفوس المريضة، ممَّن يرتاحون لأذية الخلق بالمشقَّة عليهم، فتجدهم يضيعون الوقت بالقيل والقال، ولا يهمهم أعمال النَّاس، طالت مدَّة مراجعتهم فيها أم قصَّرت، ويصرفون النَّاس عنهم بالوعود الكاذبة.
3 - ومن المشقَّة على النَّاس: فرض ما يسمَّى "روتين العمل ونظامه"؛ ممَّا يعقد
¬__________
(¬1) مسلم (1828).

الصفحة 419