كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

أحدهما: ظلم النَّفس، وأعظمه الشرك؛ {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)} [القمان]؛ فالمشرك جعل المخلوق في منزلة الخالق، وبهذا فقد وضع الأشياء في غير مواضعها، وأكثر ما ورد في القرآن وعيدًا للظَّالمين إنَّما أريد به المشركون، ثمَّ يليه المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائر وصغائر.
الثاني: ظلم العبد غيره، وهو المذكور في الحديث؛ وقد قال النَّبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبته في حجة الوداع: "إنَّ دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا" [رواه البخاري (67) ومسلم (6791)].
5 - الحديث صريحٌ بتحريم الظلم بين النَّاسِ في كلِّ حقٍّ من حقوقهم حتَّى القليل منها؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "وإنْ كان عودًا من أراك" [رواه مسلم (137)]؛ فالواجب البراءة من حقوق الخلق، ففي البخاري (6534) عن أبي هريرة؛ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كانت عنده مظلمة لأَخيه، فليتحلَّل منها قبل أنْ تؤخذ من حسناته، فإنْ لم يكن له من حسناتٌ، أُخِذَ مِن سيئات أخيه، فَطُرِحَت عليه".
***

الصفحة 427