كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

1304 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الغِيبَةُ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؟ قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ. قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ كانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ" أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬1).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* مفردات الحديث:
- أتدرون: الهمزة للاستفهام، وهي الأصل فيه، وجاءت -هنا- بمعنى التقرير؛ لانَّها جاءت -هنا- ممَّن يعلم لمن يعلم.
- الغيبة: غاب عنه يغيب غَيبة -بفتح الغين- والغِيبة -بكسر الغين-: ذكر الغائب بما يكرهه.
- ذكرك: ذكر يذكر ذكرًا، فالذكر -بكسر الذَّال- خاصٌّ باللسان، ومعناه -هنا- قال عنه ما يكره.
- أفرأيت: الهمزة -هنا- للاستفهام حقيقة، والتاء مفتوحة للمخاطب، وقد وردت لطلب التصور، بمعنى: أخبرني.
- بهته: بهته يبهته بهتًا وبُهتانًا، قال عنه مالم يفعل، والاسم البهتان، واسم الفاعل باهِت، والجمع بُهْت.
* ما يؤخذ من الحديث:
1 - الغِيبة: بيَّنها النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بأنَّها ذكرك أخاك المسلم بما يكره، سواءٌ أكانَ في خَلْقه أو خُلُقه، فأي كلمة تقولها فيه ممَّا يكره أنْ تقال فيه، فهذه غيبة، سواءٌ أكانت كبيرةً أو صغيرةً، ولكن يتفاوت الإثم بقدر ما قيل في الشخص، حتَّى
¬__________
(¬1) مسلم (2589).

الصفحة 428