كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

ولو كانت فيه تلك الصفة.
2 - أمَّا إذا لم تكن الصفة -التي ذكرت- فيه، فقد جمعت بين أمرين: الغيبة، والبهتان والكذب على الإنسان بما ليس فيه.
3 - قال النووي: الغيبة: ذكر المرء ما يكره سواءٌ أكان في بدن الشخص، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خلقه، أو ماله، أو ولده، أو زوجته، أو خادمه، أو حركته، أو طلاقته، أو عبوسه، أو غير ذلك ممَّا يتعلَّق به ذكر سوء، وذكر ذلك باللفظ، أو بالرمز، أو بالإشارة.
وقال أيضًا: ومن ذلك التعريضُ في كلام المصنِّفين؛ كقولهم من يدعي العلم، أو بعض من ينسب إلى الصَّلاح، أو نحو ذلك، ومنه قولهم عند ذكره: "الله يعافينا"، "الله يتوب علينا"، "نسأل الله السَّلامة"، ونحو ذلك، فكل ذلك من الغيبة.
4 - قوله: "ذكرك أخاك"، قال ابن المنذر: في الحديث دليلٌ على عدم غيبة اليهودي، والنصراني، وسائر أهل الملل، ومَنْ قد أخرجته بدعته عن الإسلام لا غيبة له.
5 - قال القرطبي: أجمع العلماء على أنَّ الغيبة من كبائر الذنوب، واستدل على ذلك بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ دماءَكُمْ، وأموالكم، وأعراضكم، عليكم حرام".
6 - استثنى العلماء من الغيبة ستَّة أمور جائزة؛ لأَنَّها لم يقصد بها الغيبة، وإنَّما قصد بها أمر آخر لا يتحقَّق إلاَّ بها:
الأوَّل: التظلُّم.
الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر.
الثالث: الاستفتاء.
الرَّابع: تحذير المسلمين من الاغترار بشخص.
الخامس: المجاهر بالفسق والبدعة.
السَّادس: التعريف بالشخص؛ كالأعمى والأعرج.

الصفحة 429