كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

بينهم، وتوحد كلمتهم.
4 - قوله: "المسلم أخو المسلم":
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، فالأخوَّة الإسلامية هي أوثق رابطةٍ وأقوى صلة بين المسلم وأخيه المسلم، وهي تقتضي حقوقًا بينهما، إنْ قاما بها نمت وزكت، وإلاَّ ضعفت وذوت حتى تموت؛ فعلى المسلمين مراعاتها، وإحياؤها بالقيام بالحقوق والصلات.
5 - قوله: "لا يظلمه": هذا أقل ما يجب للمسلم على أخيه، والظلم يكون في النفس، والعِرض، والمال؛ فعلى المسلم: تجنب غلط أخيه، فالمسلم على المسلم حرامٌ: دمه، وماله، وعرضه.
6 - قوله: "ولا يخذله":
الخذلان هو أنْ يُظْلَمَ المسلم وتقدر على نصره فلا تفعل، بل تتخلَّى عنه؛ فإنَّ المؤمنَ مأمورٌ بنصر أخيه المسلم، سواء أكان ظالمًا فتنصره على نفسه، وتمنعه من الظلم، أو مظلومًا فتمنع الظلم عنه، فقد أخرج أبو داود (4884) من حديث أبي طلحة؛ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من امرىءٍ مسلم يخذل امرأ مسلمًا في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلاَّ خذله الله في موضعٍ يحب فيه نصرته، وما من امرىءٍ ينصر مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه، وتنتهك فيه حرمته، إلاَّ نصره الله في موضعٍ يحب فيه نصرته".
7 - قوله: "ولا يحقره": احتقار المسلم لأخيه ناشيءٌ عن الكِبْر؛ فقد أخرج مسلم (91) من حديث ابن مسعود؛ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "الكِبْر بَطَر الحقَّ، وغَمْط النَّاس" فالمتكبِّر ينظر إلى نفسه بعين الكمال، وإلى غيره بعين النقص؛ فيحتقرهم، ويزدريهم، ولا يراهم أهلاً لأن يقوم بحقوقهم، ولا أنْ يقبل من أحدهم الحق إذا ردوه عليه.
8 - قوله: "التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاثًا":

الصفحة 434