كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

1332 - وَعَنِ أَبِي مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوُّةِ الأُوْلى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ، فَاصْنعْ مَا شِئْتَ" أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ (¬1).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* مفردات الحديث:
- النبوة الأولى: يعني: ما اتَّفق عليه الأنبياء ولم ينسخ؛ لأنَّه أمر طبَّقت عليه الشرائع السماوية، وقَبلَتْهُ العقول السليمة؛ فهو من مكارم الأخلاق.
- إذا لم تَسْتَحِ فَاصْنَعْ: قيل: المراد إذا كان الأمر مما لا يستحيا منه فافعله، وقيل: إذا نزع عنك الحياء، وصرت لا تبالي بعمل الأفعال القبيحة والمليحة، فافعل ما تريد؛ فما لجرحٍ بِميتٍ إيلامُ.
* ما يؤخذ من الحديث:
1 - قوله: "إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى":
قال ابن رجب: يشير إلى أنَّ هذا مأثور عن الأنبياء المتقدمين، وأنَّ الناس تدوالوه بينهم، وتوارثوه عنهم قرنًا بعد قرن، وأنَّه لنفاسة هذه الحكمة، فقد اشتهرت بين الناس حتى وصلت إلى أول هذه الأمة.
2 - قوله: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت":
قال ابن رجب: في معناه قولان:
أحدهما: أنَّه ليس بمعنى الأمر أن يصنع ما شاء، ولكنه على معنى الذم والنهي عنه، وأهل هذه المقالة لهم طريقان:
أولهما: أنَّ الأمر بمعنى التهديد والوعيد، والمعنى إذا لم يكن حياء،
¬__________
(¬1) البخاري (6120).

الصفحة 490