كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

13 - أنَّه يورث ذكر الله لعبده؛ كما قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152].
ولو لم يكن في الذكر إلاَّ هذه وحدها, لكفى به شرفًا وفضلاً.
14 - أنَّه يحطُّ الخطايا ويذهبها؛ فإنَّه من أعظم الحسنات، والحسنات يُذهبن السيئات.
15 - أنَّه يزيل الوحشة التي بين العبد وربه، وهي لا تزول إلاَّ بالذكر.
16 - أنَّه منجاة من عذاب الله، وأنه سبب نزول السكينة وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذكر.
17 - أنَّه سبب اشتغال اللسان عن الغِيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل، وسائر معاصي اللسان؛ فمن عوَّد لسانه ذكر الله، صان لسانه عن الباطل واللغو، ومَن يبس لسانه عن ذكر الله، ترطَّب بكل لغو وباطل وفحش، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله.
وفي حديث أم حبيبة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كل كلام ابن آدم عليه إلاَّ أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو ذكر الله" [رواه الترمذي (2412) وابن ماجه (3974) وقال الترمذي: هذا حديث غريب].
18 - أنَّه أيسر العبادات، وهو مِن أجَلِّها، وأفضلها، وأكرمها على الله؛ فإنَّ حركة اللسان أخف حركات الجوارح، ولو تحرَّك عضو من أعضاء الإنسان في اليوم والليلة بقدر حركة اللسان، لَشَقَّ عليه غاية المشقة، بل لا يمكنه ذلك.
19 - أنَّه غِرَاس الجنة؛ ففي حديث ابن مسعود يرفعه: "إنَّ الجنَّةَ طيبة التربة عذبة الماء، وإنَّها قيعان، وإنَّ غِراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إلهَ إلاَّ الله، والله أكبر" [رواه الترمذي (3462) وقال: حديث حسن غريب].
وعند الترمذي (3464) من حديث جابر مرفوعًا: "من قال: سبحان الله وبحمده، غُرِست له نخلة في الجنة" وقال: حديث صحيح.

الصفحة 529