كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

20 - أنَّ العطاء والفضل الذي رُتِّب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال؛ كما دلت على ذلك أحاديث فضل التسبيح، والتحميد، والتهليل، وغيرها.
21 - أنَّ دوام ذكر الرب يوجب الأمان من نسيانه الذي هو شقاء العبد في معاشه ومعاده؛ قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)} [الحشر]، فلو لم يكن في فوائد الذكر وإدامته إلاَّ هذه الفائدة، لكفى بها.
قال في الكلم الطيب: سمعت شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول: إنَّ في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، يعني: ذكر الله وامتلاء القلب بمحبته، والفرح والسرور به.
ففيه: ثواب عاجل، وجنة حاضرة، وعيشة مرضية، لا نسبة لعيش الملوك إليها ألبتة، وفي النسيان والإعراض عنه: هموم، وغموم، وأحزان، وضيق، وعقوبات عاجلة، ونار دنيوية، وجهنَّم حاضرة، أعاذنا الله منها.
22 - أنَّ الإتيان بالذكر عمل يسير يأتي به العبد، وهو قاعد على فراشه، وفي سوقه، وفي حال صحته وسقمه، وفي حال نعيمه، ولذته، ومعاشه، وقيامه، وقعوده، واضطجاعه، وسفره، وإقامته، فليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله؛ حتى إنَّه يسيرٌ على العبد، وهو نائم على فراشه، فيسبق القائمَ مع الغفلة؛ وذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء.
23 - أنَّ مجالس الذكر مجالس الملائكة، فليس لهم في مجالس الدنيا مجلس إلاَّ هذا المجلس، وفيه حديث أبي هريرة في البخاري (6408) ومسلم (2689) وفيه: "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم".
ومجالس الغفلة مجالس الشياطين، وكلٌّ يضاف إلى شكله وأشباهه.
24 - أنَّ الله عزَّ وجل يباهي ملائكته بالذاكرين؛ كما في حديث أبي سعيد

الصفحة 530