كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

1348 - وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قَالَ: لاَ إِللهَ إلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِن وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (¬1).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* ما يؤخذ من الحديث:
1 - "لا إلله إلاَّ الله": هي نفي الإلهية عن كل ما سوى تعالى كائنًا من كان، وإثبات الإلهية لله وحده دون أحد سواه.
وهذا هو التوحيد الذي أُرْسِلَت به الرسل، ونزلت من أجله الكتب. قال الوزير: وجملة الفائدة في ذلك: أنْ تَعْلَمَ أنَّ هذه الكلمة مشتملة على الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله؛ فإنَّك لما نفيت الإلهية وأثبت الإيجاب لله سبحانه، كنتَ ممن كفر بالطاغوت، وآمن بالله.
وقد أجمع العلماء على أن من قال: لا إله إلاَّ الله، ولم يعلم معناها، ولم يعمل بمقتضاها: أنه يقاتل حتى يعمل بما دلَّت عليه من النفي والإثبات.
2 - "وحده لا شريك له": هذا تأكيد وبيان لمضمون معنى لا إله إلاَّ الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله.
3 - قال شيخ الإِسلام: وقد علم بالاضطرار من دين الإِسلام، واتَّفقت عليه الأمة: أنَّ أصل الإِسلام، وأول ما يؤمن به الخلق: شهادة أن لا إلله إلاَّ الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله، فبذلك يصير الكافر مسلمًا، والعدو وليًّا، والمباح دمه معصوم الدم والمال، ثم إن كان ذلك من قلبه، فقد دخل في الإيمان,
¬__________
(¬1) البخاري (6404)، مسلم (2693).

الصفحة 533