كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

لاسيَّما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّها مظنة الإجابة، وأنَّها متضمنة للاسم الأعظم.
ولكن يهمنا أمر يجب التفطُّن له، وهو أنَّ الدعاء قد يتخلَّف أثره عن الداعي: إما لضعفه في نفسه، بأن يكون الدعاء لا يحبه الله؛ لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب، وعدم إقباله على الله وقت الدعاء، وإما لحصول مانع من الإجابة، من أكل الحرام، ورين الذنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة والشَّهوة.
ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء: أن يستعجل العبد، فيتباطأ الإجابة، فيحسر، ويدع الدعاء؛ ففي صحيح البخاري (6340) وصحيح مسلم (2735)؛ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يُسْتَجَبْ لي".
نسأل الله تعالى أن يقبل دعاءنا، ويصلح أعمالنا، إنَّه حميد مجيب، وصلى الله على نبيِّنا محمَّد، وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
***

الصفحة 545