كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} [الأحزاب].
الثانية: حصول عشر صلوات من الله على المصلِّي مرَّة.
الثالثة: أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدَّمها أمامه، وكان موقوفًا بين السماء والأرض قبلها.
الرابعة: أنَّها سبب لغفران الذنوب، وسبب لكفاية الله عبده ما أهمه.
الخامسة: أنَّها سبب لقضاء الحاجات.
السادسة: أنَّها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
السابعة: أنَّها سبب لدوام محبته وزيادتها.
الثامنة: أنَّها سبب لهداية العبد، وحياة قلبه.
التاسعة: أنَّها أداء لأقل القليل من حقه الذي له علينا.
العاشرة: أنَّها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره -صلى الله عليه وسلم-. ثم قال أيضًا -رحمه الله تعالى-: الصلاة من الله على عباده نوعان:
عامة، وخاصة:
أما العامة: فهي صلاته على عباده المؤمنين؛ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب: 43].
أما الخاصة: فهي صلاته على أنبيائه ورسله.
واختلف العلماء في معنى الصلاة منه سبحانه، على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنَّها رحمته؛ وهذا القول هو المعروف عند كثير من المتأخرين.
الثاني: أنَّها مغفرته؛ وهذا القول من جنس الذي قبله، وهما ضعيفان.
الثالث: أنَّ معنى الصلاة عليه من الله: هو الثناء على الرسول، والعناية به، وإظهار شرفه، وفضله، وحرمته.
وهذا حاصل من صلاة العبد، لكن يريد ذلك من الله عزَّ وجل، والله سبحانه يريد ذلك من نفسه أن يفعله برسوله.

الصفحة 561