كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

1362 - وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبْةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبْةِ العَدُوِّ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ" رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وصَحَّحَهُ الحَاكِمُ (¬1).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* درجة الحديث:
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذَّهبي، وقال الحافظ زين الدين العراقي في حاشيته على الإحياء: أخرجه النسائي، والحاكم من حديث عبد الله بن عمر، وقال: صحيح على شرط مسلم.
* مفردات الحديث:
- غلبة: يقال: غلبه يغلبه غلبًا، وغلبه: قهره واعتزَّ عليه.
- شماتة: يقال: شمت بعدوه يشمت شماتة: فرح ببليَّته، فهو شامت.
* ما يؤخذ من الحديثين:
1 - هذان الحديثان اشتملا على أدعية نبوية شريفة، والأدعية النبوية هي أشرف الأدعية؛ لما تشتمل عليه من المعاني السامية، والمطالب العالية، وما فيها من شرف الألفاظ، وجمع المعاني الكثيرة بالجمل القليلة.
2 - قوله: "اللَّهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك": الأمور كلها بيد الله تعالى؛ فهو المعطي، وهو المانع، لا رادَّ لأمره، فالاستعاذة والاعتصام من زوال النعم هي في موقعها؛ وواقعة موضعها، فهو يسأل معطيها أن لا يزيلها، وزوالُ النعم يكون غالبًا بسبب الذنوب، فهو يسأل ضمنًا العصمة من الذنوب التي هي سبب زوال النعم.
¬__________
(¬1) النسائي (8/ 265)، الحاكم (1/ 104).

الصفحة 569