كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

لأنَّه ينام فيه، والنوم أخو الموت.
* ما يؤخذ من الحديث:
1 - "اللهمَّ بك أصبحنا" أي: بسبب نعمة إيجادك، وإمدادك، دخلنا في الصباح؛ فأنت الموجد لنا وللصباح.
"وبك أمسينا" مثله.
قال النووي: اعلم أنَّ أشرف أوقات الذكر في النهار بعد صلاة الصبح.
قال ابن علَّان: إنَّما فضِّل الذكر هذا الوقت؛ لكونه تشهده الملائكة.
2 - قوله: "وبك نحيا، وبك نموت" فما نعمله في حال الحياة من الأعمال الصالحة، وما يلحقنا ثوابه وأجره من أعمال الخير: من قربات، وصدقات، ومبرات، وآثار صالحة؛ من علم موروث، وعين جارية، وغير ذلك، فكل هذا خالص لوجهك، ومتقرَّب به إليك؛ لأنَّك أنت المستحق له، والهادي إليه، والموضِّح سبله، والميسِّر طرقه، فأعمالنا الصالحة في الحياة والممات منك وإليك.
3 - "إليك النشور" تقال في الصباح لمشابهة الاستيقاظ من النوم بحال البعث والنشور من القبور؛ فكل من الموت والنوم فقدٌ للإحساس، فالأولى الموتة الكبرى، والنوم الموتة الصغرى، والبعث منهما رجوع إلى الحياة من جديد.
4 - "إليك المصير" تقال في المساء حين إقبال النوم المشابه للموت بمفارقة الروح لجسدها، ورجوعها إلى خالقها، وإن اختلفا في نوع المفارقة والانفصال، فيمسك التي قضى عليها الموت، وأما روح الحي: فيرسلها إلى أجل مسمًّى.
***

الصفحة 577