كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" [رواه البخاري (71) ومسلم (1037)].
والنصوص في فضلِ العلم والحثِّ عليه كثيرة جدًا.
قال الإِمام أحمد: طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحَّت نيته.
وقال الإمامان أبو حنيفة، ومالك: أفضل ما تطوِّع به العلم، تعلمه وتعليمه.
وقال الإِمام النووي: اتَّفق السلف على أنَّ الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصلاة، والصيام، والتسبيح، ونحو ذلك؛ فهو نور القلوب، والميراث النبوي، ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، فهو أفضل الأعمال وأقربها إلى الله.
وأفضل العلوم: أصول الدين، ثم التفسير، ثم الحديث، ثم أصول الفقه، ثم الفقه.
- وانفعني بما علَّمتني: هذا هو ثمرة العلم، وزبدته، وفائدته؛ فالعلم الذي لا ينفع صاحبه، وبَال عليه، وحجة قائمة عليه، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهمَّ أعوذ بك من علمٍ لا ينفع".
وثمرة العلم تتلخَّص في أمرين:
في الإخلاص لله تعالى في طلبه وتحصيله.
وفي العمل به، فمن ضيَّع هذين الأمرين، أو أحدهما، فقد خسر.
قال الإِمام الغزالي: أيها المقبل على العلم، إن كنت تقصد بطلب العلم المنافسة، والمباهاة، والتقدم على الأقران، واستمالة وجوه الناس إليك، وجمع حطام الدنيا -فصفقتك خاسرة، وتجارتك بائرة.
وإن كانت نيتك من طلب العلم الهداية، فأبشر؛ فإنَّ الملائكة تبسط لك أجنحتها إذا مشيت؛ رضًا بما تطلب.

الصفحة 585