كتاب الرسالة التبوكية زاد المهاجر إلى ربه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

فينبغي التّفطُّنُ لهذه الدَّقيقة التي كلُّ خللٍ يدخلُ على العبد في أداء هذين الواجبين (¬١) إنما هو من عدمِ مراعاتِها علمًا وعملًا.
وهذا هو (¬٢) معنى قول الشيخ عبد القادر قدَّسَ الله روحَه: "كنْ مع الحقّ بلا خَلْق، ومع الخلق بلا نَفْس، ومن لم يكن كذلك لم يزل في تخبيط، ولم يزل أمره فُرطًا" (¬٣).
والمقصود بهذه المقدمة ذِكرُ (¬٤) ما بعدها.
فصل
لما فَصَلَتْ عِيْرُ السَّيْر (¬٥)، واستوطنَ المسافر دارَ الغُربةِ، وحِيْلَ بينه وبينَ مَأْلوفاته وعوائدِه المتعلقة بالوطنِ ولوازمِه، أحدثَ له ذلك نظرًا آخر (¬٦)؛ فأجالَ فِكْرَه في أهمِّ ما يَقطَعُ به منازلَ سفرِه (¬٧) إلى الله ويُنفِقُ فيه بقيةَ عمره، فأرشدَه مَن بيدِه الرشد إلى أن أهمَّ شيء يَقصِده إنما هو الهجرة إلى الله ورسوله، فإنها فرضُ عينٍ (¬٨)
---------------
(¬١) ط: "الأمرين الواجبين".
(¬٢) "هو" ساقطة من ط.
(¬٣) انظر "الكواكب السائرة" (٣/ ١١٥). وفيه ذكر بعض من نظم في هذا المعنى.
(¬٤) "ذكر" ساقطة من ط.
(¬٥) ط: "فصل عير السفر".
(¬٦) "آخر" ساقطة من ط.
(¬٧) ط: "السفر".
(¬٨) في الأصل: "معين"، والمثبت من ط وسائر النسخ.

الصفحة 15