كتاب الرسالة التبوكية زاد المهاجر إلى ربه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

إلى شيء لابد أن يكون (¬١) ما يهاجر إليه أحبَّ إليه مما يهاجر (¬٢) منه؛ فيؤثرُ أحبَّ الأمرين إليه على الآخر، وإذا كان نفس العبد وهواه وشيطانه إنما يدعوهُ (¬٣) إلى خلاف ما يحبه الله ويرضاه، وقد بُليَ بهؤلاء الثلاث، فلا تزال تدعوه (¬٤) إلى غير مرضاة ربه، وداعي الإيمانِ يدعوه إلى مرضاة ربه. فعليه في كل وقت أن يهاجر إلى الله، ولا يَنفكَّ في هجرةٍ حتى (¬٥) الممات.
فصل
وهذه الهجرة تَقْوى وتَضعُف بحسب قوة داعي (¬٦) المحبة وضعفِه، فكلما كان داعي [المحبة] (¬٧) في قلب العبد أقوى كانت هذه الهجرة [أقوى و] (¬٨) أتمَّ وأكملَ، وإذا ضَعُفَ الداعي ضَعُفَتِ الهجرةُ، حتى إنه (¬٩) لا يكاد يشعر بها علمًا، ولا يتحرك بها (¬١٠) إرادة.
والذي يقضَى (¬١١) منه العجب أن المرء يُوَسِّع الكلام، ويُفَرِّع
---------------
(¬١) "أن يكون" ساقطة من ق.
(¬٢) ط: "أحب مما هاجر". ق: "أحب ممن هاجر".
(¬٣) ط: "يدعونه".
(¬٤) ط: "يزالون يدعونه".
(¬٥) ق: "من الهجرة حتى". ط: "في هجرته إلى".
(¬٦) ط: "بحب داعي".
(¬٧) الزيادة من ق. وفي ط: "الداعي".
(¬٨) الزيادة من ط.
(¬٩) "إنه" ساقطة من ط.
(¬١٠) ط، ق: "لها".
(¬١١) في الأصل وق: "يقتضى".

الصفحة 20