كتاب الرسالة التبوكية زاد المهاجر إلى ربه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وقال في الآية الأخرى: {كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} (¬١).
[فتضمنت الآيتان أمورًا أربعة:
أحدها: القيام بالقسط] (¬٢).
والثاني: أن يكون لله.
والثالث: الشهادة بالقسط.
والرابع: أن تكون لله.
واختصت آية النساء بالقيام (¬٣) بالقسط والشهادة لله، وآية المائدة بالقيام لله والشهادة بالقسط، لسرٍّ عجيبٍ من أسرار القرآن ليس هذا موضعَ ذكرِه.
ثم قال تعالى: {وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}، فأمر سبحانه بأن (¬٤) يقام بالقسط، ويشهد به على كل أحدٍ، ولو كان أحبَّ الناس إلى العبد، فيقوم به (¬٥) على نفسِه، ووالديه اللذين هما أصله، وأقربيه (¬٦) الذين هم أخصُّ به وألصق (¬٧) من سائر الناس،
---------------
(¬١) سورة المائدة: ٨.
(¬٢) سقطت من الأصل.
(¬٣) "بالقيام" ساقط من ط.
(¬٤) ط: "أن".
(¬٥) ط: "بالقسط".
(¬٦) ط: "أقاربه".
(¬٧) ط: "الصديق" تحريف.

الصفحة 35