كتاب الرسالة التبوكية زاد المهاجر إلى ربه - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وخيانتُها أنّها كانت تدلُّ قومَها (¬١) على أضيافِه وقَلْبُها معهم، وليست خيانةَ فاحشةٍ، فكانت من أهل البيت المسلمين ظاهرًا، وليست من المؤمنين الناجين.
ومن وَضَع دلالاتِ (¬٢) القرآن وألفاظه مواضعها، تبينَ له من أسرارِه وحِكَمِه ما يَهُزُّ (¬٣) العقول، ويعلم معه تنزُّلَه (¬٤) من حكيم حميد.
وبهذا خرج الجواب عن السؤال المشهور، وهو أن الإِسلام أعمُّ من الإيمان، فكيف استثنَى (¬٥) الأعمَّ من الأخصِّ، وقاعدة الاستثناء تقتضي العكس؟
وتبينَ أن المسلمين مُستثنَيْنَ (¬٦) مما وقع عليه فعل الوجود، والمؤمنين غير مستثنين منهم (¬٧)، بل هم المُخرَجون الناجون (¬٨).
وقوله تعالى: {وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٣٧)} (¬٩)،
---------------
(¬١) في الأصل: "قومه".
(¬٢) ط: ق: "دلالة".
(¬٣) ط: ق: "يبهر".
(¬٤) ط: "أنَّه تنزيل".
(¬٥) ط: "استثناء".
(¬٦) كذا في الأصل بالياء، وفي ط، ق: "المستثنين".
(¬٧) ط: "منه".
(¬٨) انظر كلام شيخ الإِسلام ابن تيمية على الآيتين بنحو ما هنا في كتاب "الإيمان الأوسط" ضمن "مجموع الفتاوى" (٧/ ٤٧٣ - ٤٧٤).
(¬٩) سورة الذاريات: ٣٧.

الصفحة 83