كتاب التوريث الدعوي

ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - وصى صحابته بأمور مهمة فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة)) (¬1).
ووصى - صلى الله عليه وسلم - على فراش الموت: بـ ((الصلاةَ وما ملكت أيمانكم)) (¬2).
وقد كثر اعتناء المسلمين من بعده - صلى الله عليه وسلم - بالوصايا، وقد جرى عدد من أئمة المسلمين وساداتهم على الوصية التي تحمل خلاصة التجارب والحِكَم، فمن ذلك وصية أبي بكر الصديق لعمر الفاروق رضي الله تعالى عنهما حيث قال له: ((إني قد استخلفتك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأوصاه بتقوى الله، ثم قال: يا عمر: إن لله حقاً بالليل لا يقبله في النهار، وحقاً في النهار لا يقبله بالليل، وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدي الفريضة، ألم تر يا عمر: إنما ثقلت موازين مَن ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق وثِقَله عليهم (¬3)، وحُقَّ لميزان لا يوضع فيه غداً إلا حق أن يكون ثقيلاً.
ألم تر يا عمر: إنما خفّت موازين مَن خفّت موازينه
¬_________
(¬1) حديث مشهور أخرجه الإمام أحمد وغيره رحمهم الله تعالى عن العرباص بن ساريه - رضي الله عنه -، والحديث صحيح أنظر ((الفتح الرباني)) 1/ 188 - 190.
(¬2) أخرجه الإمام أحمد عن انس - رضي الله عنه - وأخرجه غيره والحديث صحيح، انظر ((الفتح الرباني)): 21/ 236.
(¬3) أي شعورهم بقوته وعظمته ومِن ثم قيامهم به.

الصفحة 34