كتاب التفسير والبيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 4)
أخرَجَهُ ابنُ أبي شَيْبة والدارقطنيُّ والبيهقيُّ؛ مِن حديثِ عبدِ الرحمنِ بنِ يزيدَ، عنه (١)؛ وهو صحيحٌ.ورَوَى مالكٌ في "الموطَّأِ"؛ مِن حديثِ مُصْعَبِ بنِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ؛ أنَّه قال: "كُنْتُ أُمْسِكُ المُصْحَفَ عَلَى سَعْدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ، فَاحْتَكَكْتُ، فَقَالَ سَعْدٌ: لَعَلَّكَ مَسِسْتَ ذَكَرَكَ؟ ! قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: قُمْ, فَتَوَضَّأْ، فَقُمْتُ فتَوَضَّأتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ" (٢).
وهو صحيحٌ.
ورُوِيَ في قصةِ إسلامِ عمرَ -رضي اللَّه عنه- أنَّه قال حِينَ دخَلَ على أُختِه: فَإِذَا بِصَحِيفَةٍ وَسَطَ الْبَابِ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الصَّحِيفَة هَاهُنَا؟ فَقَالَتْ لِي: دَعْنَا عَنْكَ يَا بْنَ الْخَطَّابِ؛ فَإِنَّكَ لا تَغتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، ولا تَتَطَهَّرُ؛ وَهَذَا لا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ".
أخرَجَهُ الحاكمُ والبَزَّارُ، ثمَّ قال البزَّارُ: "وهذا الحديثُ لا نَعلَمُ رواهُ عن أسامةَ بنِ زيدٍ، عن أبيهِ، عن جدِّه، عن عمرَ، إلَّا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحُنَيْنِيُّ، ولا نَعلَمُ يُروى في قصةِ إسلامِ عمرَ إسنادٌ أحسَنُ مِنِ هذا الإسنادِ" (٣).
قلتُ: وإسحاقُ وأسامةُ ضعيفانِ في الحديثِ.
وقد رواهُ الدارقطنيُّ وغيرُهُ؛ مِن حديثِ القاسمِ بنِ عثمانَ، عن أنسٍ، والقاسمُ ليس بالقويِّ (٤).
---------------
(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١١٠٠)، والدارقطني في "سننه" (١/ ١٢٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٩٠).
(٢) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ٤٢).
(٣) أخرجه البزار في "مسنده" (البحر الزخار) (٢٧٩)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٥٩).
(٤) أخرجه الدارقطني في "سننه" (١/ ١٢٣)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٥٩)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٨٨).
