كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 1)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَكَرَ أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَكُلٌّ يَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ، فَتَقَارَأَا إِلَى أُبَيٍّ، فَخَالَفَهُمَا أُبَيٌّ، فَتَقَارَءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، اخْتَلَفْنَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَكُلُّنَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَقْرَأْتَهُ. فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: «اقْرَأْ» . قَالَ: فَقَرَأَ. فَقَالَ: «أَصَبْتَ» . وَقَالَ لِلْآخَرِ: «اقْرَأْ» . فَقَرَأَ خِلَافَ مَا قَرَأَ صَاحِبُهُ. فَقَالَ: «أَصَبْتَ» . وَقَالَ لِأُبَيٍّ: «اقْرَأْ» . فَقَرَأَ فَخَالَفَهُمَا. فَقَالَ: «أَصَبْتَ» . قَالَ أُبَيٌّ: فَدَخَلَنِي مِنَ الشَّكِّ فِي أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا دَخَلَ فِيَّ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي فِي وَجْهِي، فَرَفَعَ يَدَهُ فَضَرَبَ صَدْرِي، وَقَالَ: «§اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» . قَالَ: فَفِضْتُ عَرْقًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ فَرَقًا، وَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ. فَقُلْتُ: رَبِّ خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ،

الصفحة 37