كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 1)

§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} [البقرة: 44] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {تَتْلُونَ} [البقرة: 44] تَدْرُسُونَ وَتَقْرَءُونَ
كَمَا حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} [البقرة: 44] يَقُولُ: تَدْرُسُونَ الْكِتَابَ بِذَلِكَ. وَيَعْنِي بِالْكِتَابِ: التَّوْرَاةَ "
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44] أَفَلَا تَفْقَهُونَ وَتَفْهَمُونَ قُبْحَ مَا تَأْتُونَ مِنْ مَعْصِيَتِكُمْ رَبَّكُمُ الَّتِي تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِخِلَافِهَا وَتَنْهَوْنَهُمْ عَنْ رُكُوبِهَا وَأَنْتُمْ رَاكِبُوهَا، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ فِي اتِّبَاعِ مُحَمَّدٍ وَالْإِيمَانِ بِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِثْلُ الَّذِي عَلَى مَنْ تَأْمُرُونَهُ بِاتِّبَاعِهِ
كَمَا حَدَّثَنَا بِهِ، مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[617]- بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44] يَقُولُ: §أَفَلَا تَفْهَمُونَ فَنَهَاهُمْ عَنْ هَذَا الْخُلُقِ الْقَبِيحِ " وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا مِنْ أَمْرِ أَحْبَارِ يَهُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ غَيْرِهِمْ بِاتِّبَاعِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ هُوَ مَبْعُوثٌ إِلَى غَيْرِنَا كَمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ

الصفحة 616