كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 1)
§وَأَمَّا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 52] فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ: لِتَشْكُرُوا. وَمَعْنَى لَعَلَّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَعْنَى كَيْ، وَقَدْ بَيَّنْتُ فِيمَا مَضَى قَبْلُ أَنَّ أَحَدَ مَعَانِي لَعَلَّ كَيْ بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. فَمَعْنَى الْكَلَامِ إِذًا: ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ اتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ إِلَهًا لِتَشْكُرُونِي عَلَى عَفْوِي عَنْكُمْ، إِذْ كَانَ الْعَفْوُ يُوجِبُ الشُّكْرَ عَلَى أَهْلِ اللُّبِّ وَالْعَقْلِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة: 53]
§يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} [البقرة: 53] وَاذْكُرُوا أَيْضًا إِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ. وَيَعْنِي بِالْكِتَابِ: التَّوْرَاةَ، وَبِالْفُرْقَانِ: الْفَصْلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ
كَمَا حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: " فِي قَوْلِهِ: {§وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ} [البقرة: 53] قَالَ: فَرَّقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ "
الصفحة 676