كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 1)

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} [البقرة: 54] قَالَ: §كَانَ مُوسَى أَمَرَ قَوْمَهُ، عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ، أَنْ يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالْخَنَاجِرِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقْتُلُ أَبَاهُ وَيَقْتُلُ وَلَدَهُ، فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ "
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: " فِي قَوْلِهِ: {§وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 54] الْآيَةُ. قَالَ: فَصَارُوا صَفَّيْنِ، فَجَعَلَ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَبَلَغَ الْقَتْلَى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ: قَدْ تِيبَ عَلَى الْقَاتِلِ وَالْمَقْتُولِ "
حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " §لَمَّا أُمِرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِقَتْلِ أَنْفُسِهَا بَرَزُوا وَمَعَهُمْ مُوسَى، فَتَضَارَبُوا بِالسُّيُوفِ، وَتَطَاعَنُوا بِالْخَنَاجِرِ، وَمُوسَى رَافِعٌ يَدَيْهِ. حَتَّى إِذَا فَتَرَ أَتَاهُ بَعْضُهُمْ قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لَنَا. وَأَخَذُوا بِعَضُدَيْهِ يَشُدُّونَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى إِذَا قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُمْ قَبَضَ أَيْدِي بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، -[683]- فَأَلْقُوا السِّلَاحَ. وَحَزَنَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ لِلَّذِي كَانَ مِنَ الْقَتْلِ فِيهِمْ، فَأَوْحَى اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَى مُوسَى: لَا يَحْزُنْكَ، أَمَّا مَنْ قُتِلَ مِنْكُمْ فَحَيٌّ عِنْدِي يُرْزَقُ، وَأَمَّا مَنْ بَقِيَ فَقَدْ قَبِلْتُ تَوْبَتُهُ. فَسُرَّ بِذَلِكَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ "

الصفحة 682