كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 1)

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " فِي قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {§وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ} [البقرة: 57] قَالَ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ السَّحَابِ "
وَحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " {§وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ} [البقرة: 57] قَالَ: هُوَ غَمَامٌ أَبْرَدُ مِنْ هَذَا وَأَطْيَبُ، وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي قَوْلِهِ: {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة: 210] ، وَهُوَ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكَانَ مَعَهُمْ فِي التِّيهِ. وَإِذْ كَانَ مَعْنَى الْغَمَامِ مَا وَصَفْنَا مِمَّا غَمَّ السَّمَاءَ مِنْ شَيْءٍ فَغَطَّى وَجْهَهَا عَنِ النَّاظِرِ إِلَيْهَا، فَلَيْسَ الَّذِي ظَلَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَوَصَفَهُ بِأَنَّهُ كَانَ غَمَامًا بِأَوْلَى بِوَصْفِهِ إِيَّاهُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ سَحَابًا مِنْهُ بِأَنْ يَكُونَ غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا أَلْبَسَ وَجْهَ السَّمَاءِ مِنْ شَيْءٍ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ مَا أَبْيَضَّ مِنَ السَّحَابِ "

الصفحة 699