كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 1)

حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا، يَقُولُ: " إِنَّ §بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ شَكَوْا إِلَى مُوسَى، فَقَالُوا: مَا نَأْكُلُ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ سَيَأْتِيكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ. قَالُوا: مِنْ أَيْنَ لَنَا إِلَّا أَنْ يُمْطِرَ عَلَيْنَا خُبْزًا؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيُنْزِلُ عَلَيْكُمْ خُبْزًا مَخْبُوزًا. فَكَانَ يُنْزِلُ عَلَيْهِمُ الْمَنَّ، سُئِلَ وَهْبٌ: مَا الْمَنُّ؟ قَالَ: خُبْزُ الرِّقَاقِ مِثْلُ الذُّرَةِ أَوْ مِثْلُ النِّقْيِ، قَالُوا: وَمَا نَأَتَدِمُ، وَهَلْ بُدِّلْنَا مِنْ لَحْمٍ؟ قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِيكُمْ بِهِ. فَقَالُوا: مِنْ أَيْنَ لَنَا إِلَّا أَنْ تَأْتِيَنَا بِهِ الرِّيحُ؟ قَالَ: فَإِنَّ الرِّيحَ تَأْتِيكُمْ بِهِ وَكَانَتِ الرِّيحُ تَأْتِيهِمْ بِالسَّلْوَى فَسُئِلَ وَهْبٌ: مَا السَّلْوَى؟ قَالَ: طَيْرٌ سَمِينٌ مِثْلُ الْحَمَامِ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ فَيَأْخُذُونَ مِنْهُ مِنَ السَّبْتِ إِلَى السَّبْتِ، قَالُوا: فَمَا نَلْبَسُ؟ قَالَ: لَا يَخْلَقُ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ ثَوْبٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالُوا: فَمَا نَحْتَذِي؟ قَالَ: لَا يَنْقَطِعُ لِأَحَدِكُمْ شِسْعٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالُوا: فَإِنَّ فِينَا أَوْلَادًا فَمَا نَكْسُوهُمْ؟ قَالَ: ثَوْبُ الصَّغِيرِ يَشُبُّ مَعَهُ. قَالُوا: فَمِنْ أَيْنَ لَنَا الْمَاءُ؟ قَالَ: يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ. قَالُوا: فَمِنْ أَيْنَ؟ إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ لَنَا مِنَ الْحَجَرِ. فَأَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُوسَى، أَنْ يَضْرِبَ بِعَصَاهُ الْحَجَرَ. قَالُوا: فِيمَ نُبْصِرُ؟ تَغْشَانَا الظُّلْمَةُ. فَضُرِبَ لَهُمْ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ فِي وَسَطِ عَسْكَرِهِمْ أَضَاءَ عَسْكَرَهُمْ كُلَّهُ، قَالُوا: فَبِمَ نَسْتَظِلُّ؟ فَإِنَّ الشَّمْسَ عَلَيْنَا -[710]- شَدِيدَةٌ قَالَ: يُظِلُّكُمُ اللَّهُ بِالْغَمَامِ " حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ عَنْ عَمْرِو بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ

الصفحة 709