كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 2)

كَمَا حَدَّثَنِي بِهِ الْمُثَنَّى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: " فِي قَوْلِهِ: {§وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة: 61] قَالَ: الْفَاقَةُ "
حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: " قَوْلُهُ: {§وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة: 61] قَالَ: الْفَقْرُ "
وَحَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: " فِي قَوْلِهِ: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة: 61] قَالَ §هَؤُلَاءِ يَهُودُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. قُلْتُ لَهُ: هُمْ قِبْطُ مِصْرَ؟ قَالَ: وَمَا لِقِبْطِ مِصْرَ وَهَذَا؟ لَا وَاللَّهِ مَا هُمْ هُمْ، وَلَكِنَّهُمُ الْيَهُودُ يَهُودُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَخْبَرَهُمُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّهُ يُبْدِلُهُمْ بِالْعِزِّ ذُلًّا، وَبِالنِّعْمَةِ بُؤْسًا، وَبِالرِّضَا عَنْهُمْ غَضَبًا، جَزَاءً مِنْهُ لَهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْ بِآيَاتِهِ وَقَتْلِهِمْ أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ اعْتِدَاءً وَظُلْمًا مِنْهُمْ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَعِصْيَانِهِمْ لَهُ، وَخِلَافًا عَلَيْهِ "
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} انْصَرَفُوا وَرَجَعُوا، وَلَا يُقَالُ بَاءُوا إِلَّا مَوْصُولًا إِمَّا بِخَيْرٍ وَإِمَّا بِشَرٍّ، يُقَالُ مِنْهُ: بَاءَ فُلَانٌ بِذَنَبِهِ يَبُوءُ بِهِ بَوْءًا وَبَوَاءً. وَمِنْهُ -[28]- قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} [المائدة: 29] يَعْنِي: تَنْصَرِفُ مُتَحَمِّلَهُمَا وَتَرْجِعُ بِهِمَا قَدْ صَارَا عَلَيْكَ دُونِي. فَمَعْنَى الْكَلَامِ إِذًا: وَرَجَعُوا مُنْصَرِفِينَ مُتَحَمِّلِينَ غَضَبَ اللَّهِ، قَدْ صَارَ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ غَضَبٌ، وَوَجَبَ عَلَيْهِمْ مِنْهُ سَخَطٌ

الصفحة 27