كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 3)

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَطَاءٍ، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيُّ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ لِي إِبِلًا §فَهَلْ عَلَيَّ فِيهَا حَقٌّ بَعْدَ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ " نَعَمْ قَالَ: مَاذَا؟ قَالَ: عَارِيَةُ الذَّلُولِ، وَطُرُوقِ الْفَحْلِ، وَالْحَلَبِ "
حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، ذَكَرَهُ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ فِي: {§وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} [البقرة: 177] قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ «تُعْطِيهِ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تُطِيلُ الْأَمَلَ وَتَخَافُ الْفَقْرَ» وَذَكَرَ أَيْضًا عَنِ السُّدِّيِّ «أَنَّ هَذَا شَيْءٌ وَاجِبٌ فِي الْمَالِ حَقٌّ عَلَى صَاحِبِ الْمَالِ أَنْ يَفْعَلَهُ سِوَى الَّذِي عَلَيْهِ مِنَ الزَّكَاةِ»
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا أَسَدٌ، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§فِي الْمَالِ حَقٌّ سِوَى الزَّكَاةِ» وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {لَيْسَ الْبِرُّ} [البقرة: 177] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ "
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ: {§وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} [البقرة: 177] قَالَ «أَنْ يُعْطِيَ الرَّجُلُ وَهُوَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ بِهِ يَأْمُلُ الْعَيْشَ وَيَخَافُ الْفَقْرَ» فَتَأْوِيلُ الْآيَةِ: وَأَعْطَى الْمَالَ وَهُوَ لَهُ مُحِبٌّ حَرِيصٌ عَلَى جَمْعِهِ، شَحِيحٌ بِهِ ذَوِي قَرَابَتِهِ فَوَصَلَ بِهِ أَرْحَامَهُمْ وَإِنَّمَا قُلْتُ: عَنَى بِقَوْلِهِ: {ذَوِي الْقُرْبَى} [البقرة: 177] ذَوِي قَرَابَةٍ مُؤَدِّي الْمَالَ عَلَى -[82]- حُبِّهِ لِلْخَبَرِ الَّذِي وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمْرِهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ، وَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سُئِلَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جُهْدُ الْمُقِلِّ عَلَى ذِي الْقَرَابَةِ الْكَاشِحِ» وَأَمَّا الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَقَدْ بَيَّنَّا مَعَانِيَهُمَا فِيمَا مَضَى. وَأَمَّا ابْنُ السَّبِيلِ فَإِنَّهُ الْمُجْتَازُ بِالرَّجُلِ. ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي صِفَتِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الضَّيْفُ مِنْ ذَلِكَ

الصفحة 81