كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 5)
بِبَكَّةَ مُبَارَكًا. فَالْبَيْتُ عِنْدَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ «الَّذِي بِبَكَّةَ» ، وَ «الَّذِي» بِصِلَتِهِ مَعْرِفَةٌ، وَ «الْمُبَارَكُ» نَكِرَةٌ؛ فَنُصِبَ عَلَى الْقَطْعِ مِنْهُ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ، وَعَلَى الْحَالِ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ، وَ «هُدًى» فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْعَطْفِ عَلَى قَوْلِهِ «مُبَارَكًا»
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنََا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيُُّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} [آل عمران: 97] عَلَى جِمَاعِ آيَةٍ، بِمَعْنَى: فِيهِ عَلَامَاتٌ بَيِّنَاتٌ، وَقَرَأَ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ (فِيهِ آيَةٌ بَيِّنَةٌ) يَعْنِي بِهَا مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ، يُرَادُ بِهَا عَلَامَةً وَاحِدَةً ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} [آل عمران: 97] وَمَا تِلْكَ الْآيَاتُ، فَقَالْ بَعْضُهُمْ: مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ، وَنَحْوُ ذَلِكَ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: {§فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} [آل عمران: 97] «مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْمَشْعَرُ»
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَمُجَاهِدٍ: {§فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: 97] قَالَا: «مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ مِنَ الْآيَاتِ -[599]- الْبَيِّنَاتِ» وَقَالَ آخَرُونَ: الْآيَاتُ الْبَيِّنَاتُ {مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمَنًا} [آل عمران: 97]
الصفحة 598