كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 5)
جَمَاعَةٌ {يَدْعُونَ} [البقرة: 221] النَّاسَ {إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران: 104] يَعْنِي إِلَى الْإِسْلَامِ وَشَرَائِعِهِ الَّتِي شَرَّعَهَا اللَّهُ لِعِبَادِهِ، {وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} [آل عمران: 104] يَقُولُ: يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِاتِّبَاعِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدِينِهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 104] يَعْنِي وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْكُفْرِ بِاللَّهِ، وَالتَّكْذِيبِ بِمُحَمَّدٍ، وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِجِهَادِهِمْ بِالْأَيْدِي وَالْجَوَارِحِ، حَتَّى يَنْقَادُوا لَكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَقَوْلُهُ: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 5] يَعْنِي الْمُنَجَّحِينَ عِنْدَ اللَّهِ، الْبَاقِينَ فِي جَنَّاتِهِ وَنَعِيمِهِ. وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى عَلَى مَعْنَى الْإِفْلَاحِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ هَاهُنَا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ الْقَارِئُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ صُبَيْحًا، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ، يَقْرَأُ: «§وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَسْتَعِينُونَ اللَّهَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ» حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، يَقْرَأُ، فَذَكَرَ مِثْلَ قِرَاءَةِ عُثْمَانَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ -[662]- سَوَاءً
الصفحة 661