كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 5)
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَبَّبٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا §إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [البقرة: 282] فِي السَّلَفِ فِي الْحِنْطَةِ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ "
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَشْهَدُ أَنَّ §السَّلَفَ الْمَضْمُونَ، إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحَلَّهُ، وَأَذِنَ فِيهِ، وَيَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [البقرة: 282] " فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَمَا وَجْهُ قَوْلِهِ: {بِدَيْنٍ} [البقرة: 282] وَقَدْ دَلَّ بِقَوْلِهِ: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ} [البقرة: 282] عَلَيْهِ؟ وَهَلْ تَكُونُ مُدَايَنَةٌ بِغَيْرِ دَيْنٍ فَاحْتِيجَ إِلَى أَنْ يُقَالَ بِدَيْنٍ؟ قِيلَ: إِنَّ الْعَرَبَ لَمَّا كَانَ مَقُولًا عِنْدَهَا تَدَايَنَّا بِمَعْنَى تَجَازَيْنَا وَبِمَعْنَى تَعَاطَيْنَا الْأَخْذَ وَالْإِعْطَاءَ بِدَيْنٍ، أَبَانَ اللَّهُ بِقَوْلِهِ {بِدَيْنٍ} [البقرة: 282] الْمَعْنَى الَّذِي قَصَدَ تَعْرِيفَهُ مِنْ قَوْلِهِ {تَدَايَنْتُمْ} [البقرة: 282] حُكْمَهُ، وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ -[72]- حُكْمُ الدَّيْنِ دُونَ حُكْمِ الْمُجَازَاةِ وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ ذَلِكَ تَأْكِيدٌ كَقَوْلِهِ: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [الحجر: 30] وَلَا مَعْنَى لِمَا قَالَ مِنْ ذَلِكَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
الصفحة 71