كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 6)
حَدَّثَنَا عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {§مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران: 152] " فَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ يَوْمَ أُحُدٍ طَائِفَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «كُونُوا مَسْلَحَةً لِلنَّاسِ» بِمَنْزِلَةٍ أَمَرَهُمْ أَنْ يَثْبُتُوا بِهَا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَبْرَحُوا مَكَانَهُمْ حَتَّى يَأْذَنَ لَهُمْ، فَلَمَّا لَقِيَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ هَزَمَهُمْ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلَمَّا رَأَى الْمَسْلَحَةُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هَزَمَ الْمُشْرِكِينَ، انْطَلَقَ بَعْضُهُمْ وَهُمْ يَتَنَادَوْنَ: الْغَنِيمَةَ الْغَنِيمَةَ لَا تَفُتْكُمْ وَثَبَتَ بَعْضُهُمْ مَكَانَهُمْ، وَقَالُوا: لَا نُرِيمُ مَوْضِعَنَا حَتَّى يَأْذَنَ لَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفِي ذَلِكَ نَزَلَ: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران: 152]
فَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ: «§مَا شَعُرْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَعَرَضَهَا حَتَّى كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ»
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ -[141]- ابْنُ عَبَّاسٍ: " §لَمَّا هَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ الرُّمَاةُ: أَدْرِكُوا النَّاسَ وَنَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْبِقُوكُمْ إِلَى الْغَنَائِمِ فَتَكُونَ لَهُمْ دُونَكُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا نُرِيمُ حَتَّى يَأْذَنَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران: 152] "
الصفحة 140