كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 6)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ قَالُوا: " §الْهَرَبُ فِي مُسْتَوَى الْأَرْضِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ إِصْعَادٌ لَا صُعُودٌ، قَالُوا وَإِنَّمَا يَكُونُ الصَّعُودُ عَلَى الْجِبَالِ وَالسَّلَالِيمِ وَالدَّرَجِ؛ لِأَنَّ مَعْنَى الصَّعُودِ الِارْتِقَاءُ وَالِارْتِفَاعُ عَلَى الشَّيْءِ عُلُوًّا، قَالُوا: فَأَمَّا الْأَخْذُ فِي مُسْتَوَى الْأَرْضِ الْهُبُوطُ، فَإِنَّمَا هُوَ إِصْعَادٌ، كَمَا يُقَالُ: أَصْعَدْنَا مِنْ مَكَّةَ، إِذَا ابْتَدَأْتَ فِي السَّفَرِ مِنْهَا وَالْخُرُوجِ، وَأَصْعَدْنَا مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى خُرَاسَانَ، بِمَعْنَى خَرَجْنَا مِنْهَا سَفَرًا إِلَيْهَا، وَابْتَدَأْنَا مِنْهَا الْخُرُوجَ إِلَيْهَا، قَالُوا: وَإِنَّمَا جَاءَ تَأْوِيلُ أَكْثَرِ أَهْلِ التَّأْوِيلِ بِأَنَّ الْقَوْمَ أَخَذُوا عِنْدَ انْهِزَامِهِمْ عَنْ عَدُوِّهِمْ فِي بَطْنِ الْوَادِي "
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: {§وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} [آل عمران: 153] ذَاكُمْ يَوْمَ أُحُدٍ أَصْعَدُوا فِي الْوَادِي فِرَارًا، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُمْ فِي أُخْرَاهُمْ، قَالَ: «إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ، إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ» -[147]- وَأَمَّا الْحَسَنُ فَإِنِّي أُرَاهُ ذَهَبَ فِي قِرَاءَتِهِ: (إِذْ تَصْعَدُونَ) بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْعَيْنِ إِلَى أَنَّ الْقَوْمَ حِينَ انْهَزَمُوا عَنِ الْمُشْرِكِينَ صَعِدُوا الْجَبَلَ. وَقَدْ قَالَ ذَلِكَ عَدَدٌ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ
الصفحة 146