كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 6)
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} [آل عمران: 154] " إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: «هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ» وَأَمَّا قَوْلُهُ: {ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران: 154] فَإِنَّهُ يَعْنِي أَهْلَ الشِّرْكِ
كَالَّذِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {§ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران: 154] قَالَ: «ظَنَّ أَهْلِ الشِّرْكِ»
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَوْلُهُ: {§ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران: 154] قَالَ: «ظَنَّ أَهْلِ الشِّرْكِ» وَفِي رَفْعِ قَوْلِهِ: {وَطَائِفَةٌ} [آل عمران: 154] وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ تَكُونَ مَرْفُوعَةً بِالْعَائِدِ مِنْ ذِكْرِهَا فِي قَوْلِهِ: {قَدْ أَهَمَّتْهُمْ} [آل عمران: 154] ، وَالْآخَرُ بِقَوْلِهِ: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ} [آل عمران: 154] وَلَوْ كَانَتْ مَنْصُوبَةً كَانَ جَائِزًا، وَكَانَتِ الْوَاوُ فِي قَوْلِهِ: {وَطَائِفَةٌ} [آل عمران: 154] ظَرْفًا لِلْفِعْلِ، بِمَعْنَى: وَأَهَمَّتْ طَائِفَةً أَنْفُسُهُمْ، كَمَا قَالَ: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: 47]
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران: 154] يَعْنِي بِذَلِكَ الطَّائِفَةَ الْمُنَافِقَةَ الَّتِي قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ، يَقُولُونَ: لَيْسَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ، قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، وَلَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا خَرَجْنَا لِقِتَالِ مَنْ -[167]- قَاتَلْنَا فَقَتَلُونَا
الصفحة 166