كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 6)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ , قَالَ: ثنا يَزِيدُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: إِنِّي لَفِي هَذَا الْمَسْجِدِ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ , وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ: §إِنَّ الْكَبَائِرَ سَبْعٌ , فَأَصَاخَ النَّاسُ , فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي عَنْهَا؟ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا هِيَ؟ قَالَ: الْإشْرَاكُ بِاللَّهِ , وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ , وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ , وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ , وَأَكْلُ الرِّبَا , وَالْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ , وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ. فَقُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَتِ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ , كَيْفَ لَحِقَ هَاهُنَا؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ , وَمَا أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُهَاجِرَ الرَّجُلُ , حَتَّى إِذَا وَقَعَ سَهْمُهُ فِي الْفَيْءِ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْجِهَادُ , خَلَعَ ذَلِكَ مِنْ عُنُقِهِ فَرَجَعَ أَعْرَابِيًّا كَمَا كَانَ "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ , قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , قَالَ: " §الْكَبَائِرُ سَبْعٌ لَيْسَ مِنْهُنَّ كَبِيرَةٌ -[644]- إِلَّا وَفِيهَا آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ , الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ مِنْهُنَّ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ} [الحج: 31] وَ {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء: 10] وَ {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275] وَ {الَّذِينَ يَرْمُونَ} [النور: 23] الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} [الأنفال: 15] وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى} [محمد: 25] وَقَتْلُ النَّفْسِ "

الصفحة 643