كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 6)

وَبِهِ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ , قَالَ: هُوَ الْإِنْسَانُ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّ لِيَ مَالَ فُلَانٍ. قَالَ: " §وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ , وَقَوْلُ النِّسَاءِ: لَيْتَنَا رِجَالٌ فَنَغْزُوَ , وَنَبْلُغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ " وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: لَا يَتَمَنَّ بَعْضُكُمْ مَا خَصَّ اللَّهُ بَعْضًا مِنْ مَنَازِلِ الْفَضْلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ , قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ , عَنِ السُّدِّيِّ , قَوْلُهُ: {§وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 32] فَإِنَّ الرِّجَالَ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ يَكُونَ لَنَا مِنَ الْأَجْرِ الضِّعْفُ عَلَى أَجْرِ النِّسَاءِ , كَمَا لَنَا فِي السِّهَامِ سَهْمَانِ , فَنُرِيدُ أَنْ يَكُونَ لَنَا فِي الْأَجْرِ أَجْرَانِ , وَقَالَتِ النِّسَاءُ: نُرِيدُ أَنْ يَكُونَ لَنَا أَجْرٌ مِثْلُ الرِّجَالِ , فَإِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُقَاتِلَ , وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْنَا الْقِتَالُ لَقَاتَلْنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْآيَةَ , وَقَالَ لَهُمْ: سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ , يَرْزُقْكُمُ الْأَعْمَالَ , وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ "
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ مُحَمَّدٍ , قَالَ: «§نُهِيتُمْ عَنِ الْأَمَانِيِّ , وَدُلِلْتُمْ , عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ , وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ»
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثنا عَارِمٌ , قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا سَمِعَ الرَّجُلَ , يَتَمَنَّى فِي الدُّنْيَا قَالَ: " قَدْ نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْ هَذَا {§وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 32] وَدَلَّكُمْ عَلَى خَيْرٍ مِنْهُ , وَاسْأَلُوا -[667]- اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ: وَلَا تَتَمَنَّوْا أَيُّهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الَّذِي فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْ مَنَازِلِ الْفَضْلِ , وَدَرَجَاتِ الْخَيْرِ وَلْيَرْضَ أَحَدُكُمْ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْ نَصِيبٍ , وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ

الصفحة 666